ما هو الرهاب الاجتماعي وأضراره على الفرد والمجتمع وكيف تتخلص منه

ما هو الرهاب الاجتماعي وأضراره على الفرد والمجتمع وكيف تتخلص منه

الرهاب الاجتماعي، أخشى التحدث أمام الجموع، لا يمكنني اعتلاء المنبر وإلقاء كلمة خلال حفل تخرجي من الجامعة، أخبرني الطبيب إنني أعاني من الرهاب الاجتماعي، وإنه أحد اضطرابات القلق التي تعطل الحياة اليومية بشكل كبير، لا يمكنني أن أحقق أي عمل في حياتي طالما أعاني من القلق، لذلك أود أن أشرح معك ما هو اضطراب الرهاب الاجتماعي واضراره، وكيف يمكن علاجه بشكل جيد.

ما هو الرهاب الاجتماعي

اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، كلاهما نفس النوع من الرهاب، وهو الخوف المتكرر والشعور بالخجل عند الظهور في المواقف الاجتماعية، حيث يخشى الشخص أي انتقادات أو الشعور بالإذلال تجاه الآخرين.

على سبيل المثال: الخوف من تناول الطعام في الأماكن العامة، أو الجلوس في تجمعات ومراقبة الآخرين، حيث يشعر الشخص بإنه سوف يتعرض للإذل أو الإحراج من الآخرين.

ما هي أسباب الرهاب الإجتماعى

ترجع الإصابة بالرهاب الاجتماعي إلى عدد من الأسباب يكون منها:

قد تكون التنشئة الخاطئة هي سبب مهم من أسباب الإصابة بالرهاب الاجتماعي، ويحدث ذلك خاصةً في الأسر المتسلطة والمتحفظة بشكل خاطئ وممل وقاسى، هذه الأسر التي لا تعطى الفرصة للأبناء والبنات في الحديث أو الإدلاء بآرائهم حتى في الأمور التي تخص تطورات حياتهم الشخصية، نتيجة لذلك تنشأ أجيال فاقدة للثقة بالنفس ولا يمكن لها أن تعتمد على ذاتها وأن تقرر حياتها وتتخذ خطوات إيجابية، وعلى ذلك ينشأ مع الطفل فى تلك الأسرة شعور بالخوف والقلق من التعامل مع الأخريين ومخالطتهم والخوف أيضا من تكوين صداقات والتواجد في مجموعات.

التعرض الدائم للتوبيخ والانتقاد دون مدح أو سرد لمميزات الشخصية، فالشخص الذي ينتقده الأخريين دائماً ولا يذكرون له أي ميزة، يمكن أن يصبح شخص فاقداً للثقة بنفسه يهاب التعامل مع الآخرين والانخراط معهم، وفى الوقت ذاته قد يؤدي ذلك الاتجاه السلبي بالتوبيخ الدائم وذكر أسوأ ما فى الشخص إلى جعل هذا الشخص فى حالة تحدي للمجتمع بشكل دائم، بالإضافة إلى أنه يريد إثبات ذاته شكل مبالغ فيه من أجل محو تلك الاتهامات التي تصيبه من جانب المجتمع.

ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي؟

يسبب الرهاب الاجتماعي تأثيرات شديدة على الجسم والعقل، والذي ينتج عنه آثار جسدية وسلوكية، حيث تحدث الأعراض في بعض المواقف الاجتماعية المحددة، وتشمل:-

الأعراض الجسدية الآتية:-

  • الاحمرار.
  • التعرق.
  • الرعشة.
  • القيء والغثيان.
  • سرعة نبضات القلب.
  • فراغ العقل.

وتتضمن بعض العلامات الأخرى، التي تنتاب الشخص الذي يعاني من الرهاب:-

  • مشاعر الذعر.
  • نوبات الهلع.
  • الخوف الشديد من الحكم من الآخرين.
  • مشاعر الخوف والرهبة من المواقف الاجتماعية، وخاصة الغرباء.
  • الخجل والإحراج أمام الآخرين.
  • مواجهة صعوبة في التحدث.
  • تجنب المواقف الاجتماعية التي تسبب القلق.
  • عدم التواصل البصري.
  • الحساسية الشديدة للنقد وتدني احترام الذات.
  • التحدث السلبي عن النفس.

عندما يصبح القلق الاجتماعي شديد أو مزمن، من المحتمل أن يؤدي إلى تطور بعض الحالات الأخرى، مثل الاكتئاب واضطراب تعاطي المخدرات.

كما تظهر أعراض الرهاب الاجتماعي لدى الأطفال في تفاعلاتهم مع البالغين والآقران، وتظهر مشاعر القلق لديهم، على النحو الآتي:-

  • البكاء الشديد.
  • نوبات الغضب.
  • عدم التحدث في المواقف الاجتماعية.
  • التمسك بأحد الوالدين.

ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي؟

اليك العلاقه بين الاكتئاب والرهاب الاجتماعى اليك الاجابة الكاملة

"الخوف من اهتمام الاخرين" أهم أعراض الرهاب الإجتماعى:

إن الخوف من اهتمام الآخرين و توجيه الأنظار إليه هي من الأعراض التي يمكن ملاحظتها على مريض الرهاب الإجتماعى بشكل واضح ، حيث يتجنب مريض الرهاب الإجتماعى المشاركة في المسابقات أملاً في الفوز، ويتجنب أيضا الذهاب إلى الحفلات والمهرجانات حتى لا يكون مرموقاً من قبل الآخرين.

ويشعر مريض الرهاب الاجتماعي بالقلق دائماً، فهو يتوقع أن يحدث الأسوأ في كل شيء وينتظر وقوع حوادث وما شابه ذلك، ويعتبر هذا الأمر مهم جداً وخطير ويحتاج إلى دراسة موسعة في واقع الأمر، لأن توقع الأسوأ بصفة دائمة مع قلة الايمان بالله تعالى، و يؤدى إلى إحداث عدد من الآثار السلبية للمريض والتى تصل به الى مرحلة الاكتئاب وما يكون فيها من خطورة بالغة على المريض بشكل عام.

ما هي أنواع الرهاب الاجتماعي

يعاني الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي من شكل خفيف أو معتدل من شكل خفيف أو متوسط من الرهاب الاجتماعي، وتتضمن أنواع الرهاب الاجتماعي، كالآتي:-

القلق الاجتماعي المعتدل

قد يعاني الشخص المصاب بقلق اجتماعي خفيف يتضمن الأعراض الجسدية والنفسية للقلق الاجتماعي، ولكنه لا يزال يشارك في المواقف الاجتماعية أو يحاول تحملها.

القلق الاجتماعي الشديد

أما الشخص الذي يعاني من القلق الاجتماعي الشديد يعاني من أعراض أكثر حدة للرهاب الاجتماعي، والتي تتضمن : نوبات الهلع، لهذا السبب يتجنب الأشخاص الذين يعانون من القلق من الظهور في المواقف الاجتماعية، وتتسارع نبضات قلبه عند التعرض له.

الرهاب الاجتماعي وتأنيب الضمير

من الأشياء المحببة والمفضلة أحيانا عند الكثير من الناس هي تأنيب الضمير والجلوس مع النفس عقب كل موقف يخوضه الشخص مع الآخرين، إذ أن الجلوس مع الذات ومحاسبتها ومعرفة الأخطاء والعيوب و تحليل الأداء الشخصي.يكون من الأمور الإيجابية التي يعتمد عليها الكثيرون.

ولكن في بعض الأحيان يكون هذا العرض المتمثل في تأنيب الضمير من الأمور السلبية والغير مجيبة وذلك إذا زادت عن الحد وأصبحت من الظواهر المرضية، آي عندما يقوم الشخص بتأنيب ذاته وما يقوم به في حق الآخرين بشكل مبالغ فيه، أو ما يعمل عليه من شك دائم في قدراته الشخصية ويصبح دائم اللوم لذاته فلا يترك لها المجال للمشاركة في أي شيء دون اللوم والمعاتبة بشكل قاسي وحاد، و قد يؤدى ذلك إلى الأرق والحرمان من النوم بسبب تأنيب الضمير، وقد يؤدى ذلك الشعور في أقصى حالاته إلى حالة من حالات العزلة والاكتئاب التي قد تقود صاحبها إلى الموت قهراً.

الرهاب الاجتماعي عند الأطفال

أما بالنسبة للأطفال فقد تكون أعراض الرهاب الإجتماعى أكثر وضوحاً لديهم، بالإضافة إلى كل ما سبق فتظهر عليهم أعراض الخوف من الكبار و تجنب الحديث معهم و الرد على أسئلتهم. و تظهر عليهم أعراض الاكتئاب مع اقتراب أحد البالغين منهم وذلك قد يظهر بالبكاء أو حتى عن طريق القيام بأفعال مفاجئة مقلقة توضح قلق الطفل وعدم رغبته في الحديث أو التقرب من البالغين.

وبالطبع يؤثر ذلك على الحياة الاجتماعية للطفل والأسرية أيضا، وقد يتسبب ذلك في جعل الأطفال مصدراً لسخرية زملائه وحديثهم، مما يؤثر عليهم ويجعل حالتهم تسوء أكثر فأكثر، لذلك فإن أولياء الأمور لهم دور كبير في ملاحظة أبنائهم ومعرفة حالتهم النفسية هل هي مستقرة أم مضطربة وعلى ذلك يمكن لأولياء الأمور عرض ابنائهم على طبيب نفسي خاص بالأطفال حتى يطمئنوا على أنهم أشخاص أسوياء يستطيعون مواجهة المجتمع والتعايش معه.

علاقة التعلق الزائد بالوالدين بحالة الرهاب الاجتماعي عند الأطفال:

يولد كلاً منا ولا يعلم في الحياة شيء ولا يعرف أي أحد، وأول من يراهم ويفتح عينيه على وجودهم بجواره وينطق أسمائهم هم الأب و الأم، و يكون الوالدان هما مصدر المعرفة الوحيد للطفل ومصادر التعليم والتعلم أيضا، لذلك فمن الطبيعي أن يكون تعلق الطفل بأبيه و أمه هو أكثر من التعلق بأي شيء و أي شخص آخر، ولكن هناك تعلق مرضى.

وذلك يعنى أن يختبئ الطفل مثلاً وراء عباءة أمه حين يتواجد شخص غريب في المكان وأن يستمر على ذلك الحال طوال الوقت ولا يتحدث مع الغريب أبداً مع انعدام الرغبة في الانخراط بالأصدقاء في المدرسة مع الصراخ والبكاء عند ترك أمه له في المدرسة أو الحضانة . هذه الحالة تعتبر حالة من حالات الرهاب الاجتماعي لدى الأطفال حديثي السن و توجب على أولياء الأمور تدارك الموقف بالذهاب إلى طبيب نفسي مختص بمعالجة الأطفال ليجد حلاً مناسباً مع الطفل حتى يتعود على خوض الحياة وممارستها دون مساعدة وتدخل كل من الأب أو الأم.

الرهاب الاجتماعي أو Social phobia

يقترب مصطلح الرهاب الاجتماعي من مصطلح الـ Social phobia في المفهوم و القصد الذي نرمي إليه. ولكنه في الواقع تعتبر الـ Social phobia، أي حالة الخوف من بعض المواقف الاجتماعية أو الخوف من التعامل المباشر مع الجمهور، هي مرحلة أو جزء من كل يندرج في النهاية تحت مفهوم الرهاب الإجتماعى، ولكن الشخص المصاب بالـ Social phobia يمكن أن يكون طبيعياً تماما في المجتمع ويواجه بعض المواقف الاجتماعية بشكل سليم وطبيعي ويكون له دور في المجتمع ولا ينتابه خوف ولا قلق من الغرباء، ولكنه فقط يهاب بعض المواقف الاجتماعية التي تعرضه إلى الحديث أمام جمهور أو عدد كبير من الناس.

كيف نتعامل مع مريض الرهاب الاجتماعي؟

هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها، لمساعدة شخص يعاني من الرهاب الاجتماعي، بما في ذلك:-

التعرف على الاضطراب

يمكنك تثقيف نفسك من خلال التعرف على اضطراب القلق الاجتماعي، وما هي أعراضه ومحفزاته، ولا تفترض أنك تعرف ما الذي يواجهه المريض.

كن متعاطف

لا تحاول التقليل من مشاعره وخبراته أو تتجاهلها، دعه يعلم إنك متواجد للاستماع إليهم ومساعدته، حاول أن تستمع إليه وتلتمس له الأعذار، خاصة أن الرهاب خارج عن إرادته.

شجعه على طلب المساعدة

من أهم الطرق التي يمكنك بها مساعدة شخص، هي أن تقوم بتشجيعه على طلب المساعدة الطبية، والتواصل مع الطبيب، حيث أن مريض القلق الاجتماعي بحاجة إلى الطبيب وتناول العقاقير الطبية التي تساعده في إدارة اضطرابه.

التحلي بالصبر

قد يستغرق الأمر بعضًا من الوقت حتى يشعر الشخص المصاب بالتحسن، حيث أن سلوكيات الشخص تتحسن بشكل تدريجي مرة تلو الاخرى.

علاج الرهاب الإجتماعى

تعرف علي الفرق بين الخوف والرهاب والعلاج لكلاً منهما

هل يمكن الشفاء من مرض الرهاب الاجتماعي؟

يكاد من المستحيل التغلب على الرهاب الاجتماعي، ولكن اضطراب القلق الاجتماعي هو اضطراب نفسي يمكن السيطرة على أعراضه من خلال مضادات الاكتئاب والعقاقير الطبية التي يصفها الطبيب.

علاج الرهاب الإجتماعى

يتم علاج الرهاب الاجتماعي تماماً كأي حالة من الحالات النفسية والعقلية التي تصيب الإنسان، و عادةً ما يتم التوجه إلى طبيب نفسي مختص للعلاج من هذه الحالة، لأنه يمكن للطبيب وحده تحديد مدى خطورة الحالة من عدمه، وإلى أي مدى وصلت حالة الرهاب الإجتماعى عند المريض، وكيف يمكن الخروج منها بأسرع الطرق وبطريقة سليمة.

العلاج الدوائي والسلوكي والنفسي لحالة الرهاب الإجتماعى

قد يلجأ الطبيب النفسي إلى العلاج بتناول الأدوية المهدئة للأعصاب و مضادات القلق أيضا، وهناك أيضا ما يسمى بالعلاج النفسي وذلك يكون عن طريق الاسترخاء ويطلب الطبيب النفسي من المريض أن يحكى له عن ذاته ومجتمعه وأسرته وخبراته السابقة، وذلك في محاولة من الطبيب النفسي التعرف على سبب أو نقطة التحول التي جعلت من هذا الإنسان مريضاً بحالة الرهاب الإجتماعى.

وقد يستخدم الطبيب أيضا العلاج السلوكي، ويكون بمساعدة المريض في مواجهة المواقف الاجتماعية التي تواجهه بشكل إيجابي و يقوم الطبيب بإعطاء المريض الثقة بذاته من خلال تشجيعه و توكيد ذاته.

ويحاول الطبيب المعالج تغيير نظرة المريض إلى المجتمع المحيط به فضلاً عن نظرته لذاته وقدراته. ويقوم الطبيب بتدريب المريض على القيام ببعض المواقف التي تساهم في تخفيف قلقه وتوتره تجاه المجتمع وتساعده في الوقت ذاته على التفاعل مع المجتمع المحيط واقتحامه لإثبات ذاته.

وعلى الآباء والأمهات دائماً التأكد من صحة أطفالهم النفسية والعقلية فعند الشك بإصابتها بحالة الرهاب الإجتماعى يتوجب على أولياء الأمور التصرف بسرعة و الذهاب إلى الطبيب النفسي المختص وتغيير المعاملة في المنزل وتعديلها على وجه السرعة، والاستماع إلى ما يقول به الطبيب المعالج لحالة المريض وتنفيذ كافة التعليمات التي يتم توجيهها فى هذا الصدد سواء للمريض أو للأسرة بشكل عام .ومن أهم الأمور التي يجب على أفراد الأسرة اتباعها تجاه مريض الرهاب الإجتماعي هي العمل على تشجيع هذا الفرد ومحاولة بث الثقة به وبذاته وجعله يشارك في كافة أعمال المنزل بشكل فعال مع ضرورة إشعاره بالأمان والحب داخل الأسرة.

اهم الاسئلة يجيب عنها فريق متخصص من مستشفى الامل للطب النفسى وعلاج الادمان

ما هي مخاطر الرهاب الاجتماعي على الأطفال؟

تتضمن مضاعفات الرهاب الاجتماعي على الأطفال، الشعور بالخجل وتعطيل الحياة الاجتماعية، بسبب الإحراج الدائم الذي يتعرض له.

هل الرهاب الاجتماعي نوع من الاكتئاب؟

الرهاب هو أحد الاضطرابات النفسية التي صنفها الأطباء إنها أحد اضطرابات القلق، لذلك هو ليس نوع من الاكتئاب.


مقالات قد تهمك

اهم الاسئلة والاجوبة حول حالات شفيت من الرهاب الاجتماعي

ما هو الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي ؟

تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي وكيف باتباع 4 خطوات تم شفائى

اسئلة واجوبة حول هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي بالادوية ؟

أينما تجد الأمل ... تجد الحياة

شاركنا رأيك: نسعد بالرد على إستفساراتكم فى أى وقت

اترك رد