«الانتحار لايف» آخر أساليب المنتحرين.. و«الاستروكس» كلمة السر

«الانتحار لايف» آخر أساليب المنتحرين.. و«الاستروكس» كلمة السر

أقدم شاب عشريني على الانتحار خلال بث مباشر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أمس الأحد، في مدينة السلام.
وتخلص شاب يُدعى «إ» من حياته شنقًا، بعد أن صنع الضحية بيده «مشنقة» داخل غرفته بالشقة التي يقيم بها هو وأسرته في شارع النيل المجاور لمنطقة المرور بالمدينة ذاتها، في فاجعة جديدة من فواجع الانتحار، والتي ارتبطت هذه المرة بتعاطي مخدر الاستروكس، بحسب رواية المقربين من الضحية.

الغموض حول الجريمة لم يستمر كثيرًا، فالبث المباشر لإقدام الضحية على جريمته الذاتية في حق نفسه، كانت الدليل القاطع على عدم وجود شُبهة جنائية، وهذا ما بينته تحريات المباحث، وبشهادة أصدقاء «إ»، الذين شاهدوه من خلال فيسبوك وهو مُعلَق في المشنقة التي صنعها بيديه ليلقى مصيره المحتوم عبر بث مباشر.
وبحسب رواية التحريات، فإن أسر زملاء القتيل أسرعوا لمنزله ووجدوا شقيقه الأكبر يجلس في الصالة، وعندما أخبروه اقتحموا غرفة الضحية فعثروا عليه جثة هامدة.

وأضاف خبير علاج الإدمان، أن الجانب الآخر في هذه الواقعة المأساوية، هو «إدمان السوشيال ميديا»، والدليل حرص «إ» على توثيق انتحاره بطريق «لايف فيسبوك»، لافتًا إلى أن هوس مواقع التواصل الاجتماعي، هو أحد أنواع الإدمانات التي تُصنف تحت وطأة الإدمانات الأخرى، مثل إدمان «الجنس، القمار، التسوق، الإنترنت» وغيرها من أنواع الإدمانات التي غزت حياة البشر.

وأشار الدكتور أحمد خالد، إلى أن مثل تلك الحالات قد تكررت في عدة دول، وتنتشر الفيديوهات الخاصة بتلك الحالة على «يوتيوب»، و«تويتر»، فكان من السهل تأثر الضحية «إ» بها، واختيار تلك الطريقة البشعة، عن طريق التقليد الأعمى، لحوادث مشابهة، ظنًا منه أنه سيوصل رسالة صادمة للمقربين منه، منوهًا أن الضحية قد تناول جرعة مكثفة من مخدر الاستروكس قبل الإقدام على الانتحار، وأنه استخدم تلك الطريقة حتى لا يشعُر المنتحر بالموت، ويُطلِق عليه المتخصصون «الموت البارد».

انقذ ابنك من جحيم المخدرات قبل أن تفقده للأبد:


استشارة الطبيب النفسي عند ورود أية علامات غريبة على طفلك أو ابنك المراهق، هي الطريقة الأنسب لتفادي وقوع أحد ذويك في التفكير بالإقدام على الانتحار، ولكن هذه الخطوة قد تكون لاحقة، فعلى أولياء الأمور الدور الأكبر في تجنيب ابنائهم الوقوع تحت وطأة تعاطي المواد المخدرة، وذلك بتفعيل الدور الرقابي عليهم، واحتوائهم، والتواصل معهم في أفكارهم وتجاربهم ومشاكلهم الشخصية والدراسية والعملية.
وقد تظهر عدة علامات تحذيرية جسدية ونفسية على الابن في صورة، تعاظم السلوك الإجرامي والميل للعدوانية الشديدة فى سبيل الحصول على جرعة من العقار المخدر، إهمال النظافة الشخصية، إحمرار العين، سيلان الأنف، فقدان الوزن، قلة الإدرك، الخمول، الأرق، القلق، التوتر، الشعور بالعزلة، الاكتئاب، الميول الانتحارية، وعند ظهور تلك العلامات أو بعضها، عليك بزيارة أقرب مستشفى للطب النفسي وعلاج الإدمان لتشخيص الحالة ووصف البرنامج العلاجي.

مصر تتصدر قائمة البلدان العربية في أعداد المنتحرين:

تصدرت مصر قائمة البلدان العربية من حيث أعداد المنتحرين لعام 2016، في تقرير عن ظاهرة الانتحار حول العالم، لشهر سبتمبر، أصدرته في منظمة الصحة العالمية، وذكرت المنظمة في تقريرها أن جمهورية مصر العربية شهدت 3799 حالة انتحار، وتجاوز عدد الرجال المنتحرين أعداد النساء المنتحرات (3095 مقابل 704).
وأظهرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادم، أن الانتحار يأتي ثانيًا بعد حوادث الطرق كسبب رئيسي للوفاة، وكشف التقرير عن أكثر الطرق شيوعًا للانتحار، متمثلة في (الشنق، إطلاق النار، تناول المبيدات السامة، خصوصًا في المناطق الريفية) بحسب التقرير، فيما سجلت أشكال للانتحار متنوعة في مصر، منها الانتحار تحت عجلات القطارات والمترو، أو إلقاء الشخص نفسه في مياه النيل، ومؤخرًا الانتحار تحت تأثير بعض «الألعاب الإلكترونية»، و«الانتحار لايف» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اترك رد