ماذا يحدث في الدماغ عند الانتكاس علي المخدرات؟





ماذا عن نشاط الدماغ أثناء الانتكاس؟

يمكن للمرضى الذين يخوضون رحلة العلاج من المخدرات أن يصارعوا الانتكاس بعد إكمال برنامج التعافي، ومن الممكن أن يتغلبوا عليه وتمر بهم هذه المرحلة بسلام ويصبحوا خاليين من المخدرات تماماً، و في بعض الحالات، يصاب المتعافى بالانتكاس مرة اخرى، مما يؤدي إلى الإحباط ومشاعر اليأس. 

يتم تعليم المرضى من خلال برامج العلاج من الادمان، طرق جديدة للرد على الإشارات الدماغية التي تجعلهم يعودون الى المواد المخدرة، حيث يتعلم المريض طرقًا جديدة للتعامل مع التوتر وبعض اعراض الانتكاس التي يختبرها المدمن بعد التعافي، بالاضافة الى ذلك تقوم برامج العلاج من الإدمان بالمساهمة في تغيير الظروف الاجتماعية التي أدت إلى وقوع المريض في فخ الإدمان.

على الرغم من كل ما سبق، من الممكن أن تتغلب الرغبة الشديدة على الفرد، حتى مع وجود التوعية الكاملة لخطر الانتكاس والعواقب المرتبطة به، قد يجد الفرد نفسه غير قادر على مقاومة الرغبة الشديدة ويقع في الانتكاس مرة أخرى، وفي سبيل فهم نشاط الدماغ أثناء الانتكاس وكيف يحدث الانتكاس ولماذا، هيا بنا نتعرف اولاً على الإدمان وكيف يؤثر على الدماغ…

 

اولاً: ماذا يحدث في الدماغ عند تعاطي المخدرات أو شرب الكحوليات؟

ان المواد المخدرة والمسكرة هي في الأساس مواد كيميائية تعمل على التأثير المباشر على نظام التواصل في الدماغ، ونتيجة لذلك فهي تعمل على التشويش على الطريقة التي تعمل بها الخلايا العصبية في دماغ الإنسان الطبيعي، سواء في إرسال المعلومات أو استقبالها أو معالجتها. 
 
تقوم المواد المخدرة والمسكرة بتلك المهمة عبر محاكاة الناقلات الكيميائية الطبيعية في المخ، وايضا تقوم بهذا التأثير على دماغ الإنسان عبر تنشيط مناطق المكافأة المتواجدة في الخلايا العصبية في الدماغ.
غير أن هناك بعض الانواع التى لها تركيب مماثل للناقلات العصبية مثل الماريجوانا، وبسبب ذلك تستطيع هذه المخدرات أن تقوم بخداع بعض المستقبلات في المخ غير انها تعمل على إرسال رسائل غير طبيعية أفعال مجنونة يفعلها الإنسان المتعاطي لهذه المواد.
 
والبعض الآخر من أنواع المخدرات يعمل على منع إعادة تدوير المواد الكيميائية بشكل عادي، ولذلك يقوم الدماغ بالمبالغة في ارسال الرسائل، ما يؤدي في النهاية إلى تعطيل أنماط التواصل لدى الإنسان الطبيعي ويؤدي إلى السلوكيات غير الطبيعية التي يسلكها المدمن في كثير من الأحيان.
 
وتقريباً كل اشكال وانواع المخدرات تعمل على تنشيط «نظام المكافأة» في دماغ المتعاطى ما يؤدي إلى الشعور بالبهجة والسعادة. هذا الشعور يدفع الفرد إلى إعادة فعل هذا السلوك (تعاطي المخدرات) حتى يستمر شعوره بالبهجة، ومع الاستمرار في تعاطي المخدرات، فإن المخ يتكيف مع الأمر، ويفرز كميات كبيرة من الدوبامين، وهو المسؤول عن الشعور بالسعادة، ويستمر المدمن في التعاطي لتحقيق نسبة دوبامين أعلى يشعر بنشوة وسعادة أكبر.
 
و للإدمان تأثير خطير على صحة المدمن بوجه عام، بالإضافة إلى أنه يؤثر على أنظمة المخ على المدى البعيد؛ فتتغير نظرة المدمن إلى الأشياء وكيفية اتخاذه القرارات والتعلم والذاكرة ويتغير سلوكه ايضا الى الاسوأ، ولكن المدمن يكون مغمى العينين وسائر وراء شهوته لا غير، وتدفعه هذه التغيرات، بالرغم من سلبياتها، إلى تعاطي المخدرات والسعي الدائم وراء المخدرات حتى يصبح مدمناً.

 

ثانياً: تعرف على نتائج دراسة توضح التغيرات الدماغية التي تؤدي إلى الانتكاس:

ركزت دراسة أجراها باحثون في الجامعة الطبية في كوريا الجنوبية (MUSC) على فحص استجابة الدماغ في بعض النماذج الحيوانية عند مواجهة جديلة كانت مرتبطة في السابق بتعاطي المخدرات.

واستخدمت الدراسة، التي أعدها المعهد الوطني لتعاطي المخدرات الجرذان للتحقق من كيفية تأثير التذكيرات او المؤثرات السابقة على تعاطي الكوكايين بقوة على أولئك الذين عانوا من إدمان الكوكايين، ووجد الباحثون أن هناك استجابة دماغية للفئران تحت هذا الوضع، وانتهت التجربة أنه يمكن أن تكون استجابة الدماغ عند البشر اكبر واكثر تاثراً.

ونتيجة لذلك فإن تعرض المدمن المتعافي إلى أي مؤثر من المؤثرات التي تذكره بالبيئة التي كان يتعاطى المخدرات فيها، يزيد من الرغبة لديه للرجوع والحنين الى المخدرات، وهنا قد تمنع الدماغ الإنسان من استخدام الأدوات المستخدمة في العلاج للوصول إلى الخيارات البديلة لمنع الانتكاس. 

تحدث الاستجابة في نقطة في الدماغ تسمى ب النواة المتكئة، وهي التي تربط بين دوائر تحفيز الدماغ ومراكز صنع القرار والدوائر الحركية في مخ الإنسان، وتؤدي الحساسية المتزايدة الناتجة عن الاستجابة إلى بدء الانتكاس في المدمن المتعافى.

من ناحية اخرى، يمكن أن تؤدي نتائج الدراسة إلى خيارات علاجية مصممة لتقليل الانتكاس في المدمنين الذين يتعافون.

 

ثالثاً: لماذا يحدث الانتكاس؟

يعود حدوث الانتكاسة إلى عدة أسباب، ومنها وأهمها الواقع الذي يواجهه المريض بعد تعافيه وخروجه من المؤسسة العلاجية الى الحياة من جديد، حين يكتشف المدمن المتعافى ان العالم الحقيقي أكثر تعقيداً وصعوبة من العالم الوهمي الذي عاشه أثناء الإدمان على المخدرات، و من هنا يواجه الانسان عدد من التحديات والصعوبات، فقد يجد نفسه يواجه الواقع بكل مشكلاته و ضغوطاته البدنية والنفسية.

 

أسباب الانتكاس :

مدة الإدمان:

كلما تعمق المدمن اكثر ووصل الى مستوى عال من الادمان على المخدرات، يصبح أكثر عرضة للانتكاس مرة اخرى بعد التعافي.

عدم وجود الدعم للمدمن بعد التعافي:

فقد يكون هذا سبب قوي في وقوع المريض في الحفرة مرة اخرى.

الصدمات:

قد يساهم تعرض المريض الى الصدمات، مثل أن يجد نفسه قد تم فصله عن العمل، في عودته الى التعاطي أو الشرب حتى ينسى ما حل به.

حدوث خلل في علاج الإدمان:

بالطبع يؤدي تعرض المريض الى خلل ما بسبب عدم أخذ الجرعة المناسبة في الوقت المناسب، أو عدم تلقية العلاج السلوكي والمعرفي، إلى العودة إلى الإدمان، لذلك نحن نحرص في مستشفى الامل لعلاج الادمان على تقديم البرنامج العلاجي المناسب لكل مريض.

التعرض للضغوط النفسية:

قد يتعرض المدمن بعد التعافي الى الضغوطات النفسية الناتجة عن عدم قدرته على مواجهة ضغوطات الحياة، المادية أو النفسية المعنوية، بعد التعافي، لذلك يكون المدمن المتعافي في هذه المرحلة في أمس الحاجة إلى المساعدة والدعم النفسي والمادي أيضا حتى يستطيع مواجهة مرحلة ما بعد العلاج بسلام دون العودة الى المخدرات

 

 


0 Comments

Submit a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

×