تناول الطعام أقصر الطرق نحو الشعور بالسعادة، وإشباع رغبة الجوع القوية والملحة التي تؤثر على الجسم بأكمله، ولكن ماذا عن تحول الطعام من مكافأة إلى عقاب لجميع أجهزتك وحالتك النفسية؟، هذا ما يحدث عند إصابتك بالشره المرضي، وفقدانك السيطرة والتحكم على كمية الغذاء المتناولة يوميًا، فما هو الشره وما هي أعراضه وأسبابه وكيف يمكن علاجه، نصحبكم معنا في رحلة شيقة للتعرف على كافة التفاصيل.
ما هو الشره المرضي
الشره المرضي أو البوليميا هو اضطراب يؤثر على عادات الأكل، حيث يمر الشخص بنوبات من الإفراط في تناول الطعام، ولا يستطيع السيطرة على نفسه، ليشعر بعدها بالندم، ويرتكب بعض السلوكيات مثل الصيام أو التقيؤ أو فرط استخدام الملينات.
تظهر الإصابة بالشره المرضي العصبي في أواخر مرحلة الطفولة وبداية مرحلة البلوغ، وعادة ما يشعر الشخص بالخجل والاشمئزاز من نفسه بسبب تناول كمية كبيرة من الطعام، ولا يشعر بالراحة إلى عندما يتخلص منها.
يحافظ المصابون بالشره على وزنهم الطبيعي، لكن يخشون السمنة، ويسعون إلى انقاص الوزن كي يشعروا بالرضا عن أجسادهم.
الأسباب الناتج عنها الشره المرضي وعوامل الخطر
لا يُعرف سببًا دقيقًا للإصابة بالشره المرضي، لكن تؤكد الأبحاث أنه نتاج مزيج من السمات الشخصية وأنماط التفكير، بالإضافة إلى بعض العوامل البيئية والبيولوجية.
تشير الأبحاث إلى أن اضطراب الأكل “البوليميا” يبدأ بالشعور بعدم الرضا عن الجسم والقلق الشديد بشأن الشكل الخارجي والحجم، ومن الممكن أن يحدث بسبب العامل الوراثي إذا كان هناك تاريخ عائلي مع هذا الاضطراب.
وتشمل عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بشره الأكل ما يلي:
- المعاناة من القلق والاكتئاب.
- تعاطي أو إدمان المخدرات.
- التعرض لأحداث صادمة.
- الإناث أكثر إصابة مقارنة بالذكور.
- الإجهاد الشديد.
- تكرار الأنظمة الغذائية.
يمكنك الاطلاع ايضا علي : أفضل علاج لاضطرابات الطعام
أعراض الشره المرضي
يعاني المصابون بشره الأكل المرضى من بعض الأعراض الجسدية والسلوكية، لكنها تختلف من شخص لآخر، وتشمل:
-
أعراض الشره المرضي الجسدية:
- تسوس وتكسر الأسنان.
- إلتهاب شديد في الحلق.
- انتفاخ الوجه والرقبة.
- عسر الهضم والحموضة.
- الإرهاق والإعياء المستمر.
- التقيؤ والغثيان.
- اكتساب أو فقدان الوزن بسرعة.
- الإغماء أو الدوخة.
- برودة الجسم.
- اضطرابات النوم.
- جفاف الأظافر والجلد.
-
أعراض الشره المرضي السلوكية:
- الإفراط في تناول الطعام ثم التخلص منه.
- سرقة الطعام أو تخزينه في أماكن سرية.
- وجود طقوس محددة مثل تناول نوع معين من الطعام.
- تناول مدرات البول أو الملينات بكثرة.
- الإفراط في ممارسة الرياضة.
- تقلب الحالة المزاجية أو الاكتئاب.
- تناول كمية كبيرة من الماء أو المشروبات الغذائية.
- تجنب لقاء الأصدقاء أو الانخراط في الأنشطة الاجتماعية.
الأضرار الناتجة عنها الشره المرضي
ينتج عن الشره المرضي مجموعة من الأضرار والمضاعفات التي يمكن وصفها بالخطيرة، وأبرزها:
- تسوس الأسنان وتآكل المينا.
- حساسية الأسنان تجاه الأطعمة الساخنة.
- تورم الغدد اللعابية.
- قرحة المعدة.
- التهاب المرئ.
- اضطراب معدل ضربات القلب.
- التعرض لنوبة قلبية حادة.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- تزايد الأفكار الانتحارية.
- التسبب في جرح وإيذاء النفس.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
الاضطرابات التي يتعرض لها المصابين بالشره المرضي
مرضى البوليميا أكثر عرضة للإصابة بـ 3 أنواع من الاضطرابات هم:
- الاكتئاب الحاد.
- القلق.
- اضطراب تعاطي المواد المخدرة.
كيف يتم تشخيص الشره المرضي
إذا شك الطبيب في إصابتك بالشره المرضي، فقد يوجه لك بعض الأسئلة حول العادات الغذائية المتبعة، وما إذا كنت فقدت بعض الوزن مؤخرًا أو اكتسبته، وما هي الأعراض الجسدية التي تعاني منها، ويجري مجموعة من الاختبارات والفحوصات تتضمن:
- اختبارات بول أو دم كاملة.
- إجراء رسم قلب لاكتشاف الضرر الواقع عليه.
- إجراء فحص نفسي للتعرف على الاضطرابات التي يعاني منها الشخص.
ما هو الفرق بين الشره المرضي واضطرابات الأكل
البوليميا أو الشره المرضي هو أحد أنواع اضطرابات الأكل التي تشمل إلى جانبه كل من:
-
اضطراب فقدان الشهية:
يكون المريض لديه خوف شديد من زيادة الوزن، ويبتعد عن تناول الطعام، وينخفض الوزن بسرعة خلال فترة قصيرة.
-
اضطراب الاجترار:
يعاني المريض من ارتجاع الطعام بعد تناوله، دون الشعور بغثيان، ويقوم الشخص بإعادة مضغ الطعام مرة أخرى وبلعه أو بصقه.
علاج الشره المرضي
لكي يتم علاج الشره المرضي بنجاح يجب أن يقيم الطبيب احتياجاتك الجسدية والنفسية بصورة صحيحة، وتتنوع طرق العلاج ما بين:
-
العلاج الدوائي
يصف الطبيب بعض من مضادات الاكتئاب مثل بروزاك، وقد يتم تناوله بمفرد أو إلى جانب أنواع أخرى من الأدوية.
-
الإقامة داخل المستشفى
تحدث في حالات نادرة فقط، وهي الحالات التي يتم وصفها بالخطيرة، وقد يقيم المريض في المستشفى لفترة قصيرة ويخضع لبرامج علاج اضطرابات الأكل.
-
العلاج السلوكي المعرفي
خلال هذا النوع من العلاج يتعلم المريض عادات الأكل الصحيحة، ويتم تدريبه على عدم الإفراط في تناول الطعام، وتجنب التقيؤ، مع التدريب على مواجهة الأفكار غير المنطقية، والسلوكيات السلبية.
-
العلاج الأسري
يستخدم في حالة الأطفال والمراهقين، ويهدف إلى تدريب الأسرة على كيفية التعامل مع المرض، والمشكلات التي قد تحدث كنتيجة له.
-
العلاج الغذائي
يتم على يد أخصائي تغذية للتعرف على إشارات الجوع والشبع في الجسم، والمساعدة على الحفاظ على الوزن، والتعامل بشكل صحيح مع الطعام.
اليك ايضا : كيف يمكن علاج الإدمان على الطعام؟
كيف اتعامل مع شخص مصاب بالشره المرضي
لا تحاول إرغام مريض الشره على تناول الطعام بشكل طبيعي لأنك لن تفلح في ذلك، ويجب أن تتقبل رفضه وإنكاره، وتتبع بعض النصائح في التعامل معه، وأهمها:
-
اختيار الوقت المناسب للتحدث
اختر وقتًا جيدًا للتحدث مع الشخص حول مرضه، مع الالتزام بالهدوء عند التحدث معه، كي لا يحدث أي رفض أو عنف أو إنكار.
-
تجنب النقد
يجب أن تشرح سبب قلقك الحقيقي تجاه المريض الذي أمامك، لأنه سوف يتخذ موقفًا دفاعيًا لشعوره بالهجوم، مع الإشارة إلى المواقف والسلوكيات التي قمت بملاحظتها، وتوضيح سبب قلقك. والهدف هنا ليس تقديم الحلول بل التعبير عن المخاوف بشأن صحة الشخص ورغبتك في مساعدته.
-
استعد للإنكار والمقاومة
كن مستعدًا للإنكار والمقاومة من جانب المصاب بـ الشره المرضي، لأنه من الطبيعي أن ينكر إصابته باضطراب الأكل، أو يميل إلى الغضب والعنف، وحاول أن تكون هادئًا.
-
تقديم الدعم والمساندة
لا تستسلم إذا رفض المريض مساعدتك له في البداية، فقد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا ليعترف بوجود مشكلة تستدعي الحل، والمهم أن تخلق لديه رغبة في الحديث معك، وإقناعه بأنك مهتم بحالته، وأنك على استعداد لتقديم الدعم الكامل في أي وقت.
-
تجنب نقد المظهر أو الوزن
يبدي الشخص الذي يعاني من اضطرابات الأكل تركيزًا كبيرًا على أجسامهم، وبدلًا من أن تسبب له الحزن لتركيزك على المظهر الخارجي، عليك الانشغال بمشاعره، ولماذا يخاف من زيادة الوزن.
-
تجنب اللوم
لا تستخدم عبارات اللوم في التعامل مع المصاب بالشره المرضي، كي لا يؤذي نفسه أو يشعر بالندم والعار، بل استخدام العبارات التحفيزية لمساعدته على تجاوز ما حدث.
الان اليك اهم الأسئلة الشائعة التي تدور حول الشره المرضي
من الأكثر عرضة للإصابة بالنهام؟
النساء هم الأكثر عرضة للإصابة بالنهام العصبي مقارنة بالرجال، ومن حيث الفئة العمرية ترتفع احتمالات الإصابة خلال مرحلة الطفولة وصولًا إلى المراهقة.
ما هي أدوية علاج النهام العصبي؟
تساعد مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية على التخلص من النهام العصبي، وأبرزها دواء بروزاك هو أفضل أدوية علاج الشره المرضي.
مقالات قد تهمك
معلومات تهمك حول إدمان الحلويات وكيفية التغلب عليها
أينما تجد الأمل … تجد الحياة
شاركنا رأيك: نسعد بالرد على إستفساراتكم فى أى وقت
0 Comments