مسببات الادمان – علاقة المخ بتناول المخدرات و ادمانها

 

ربما يكون عنوان المقال مختلفا إلى حد ما،  فليس هناك سبب حقيقي يدفع الشخص إلى تناول تلك المواد المخدرة.
لكننا جميعا نعرف أن الانجراف إلي طريق الإدمان ربما يكون نتيجة أحد العوامل النفسية أو الاجتماعية التي تواجه الشخص وتدفعه إلي اللجوء إلي ذلك الطريق.
بالتأكيد تأثير تلك العوامل يختلف من شخص إلي أخر، هناك بعض الأشخاص الذين يرفضون ويمتنعون تماما عن اللجوء إلي تلك المواد المخدرة مهما بلغت شدة الأمور التي يتعرضون لها في نفس الوقت يلجأ بعض الأشخاص الى ذلك الطريق بمنتهى السهولة أو حتى عن طريق التجربة فقط، لكنهم يكتشفون انهم قد انجرفوا لذلك الطريق ولا يستطيعون الخروج منهم سالمين.
في هذه المقالة سوف نوضح بعضا من العوامل التي يمكن أن تساهم في دخول الفرد إلى عالم الإدمان منذ البداية كما سنوضح أيضا عوامل الخطر التي ينتج عنها مجموعة من الأضرار على المدمنين.

علاقة المخ بتناول المادة المخدرة:

عادة فإن المخدرات أو العقاقير المنشطة التي يتم تناولها من قبل المدمنين تعمل تأثيرا كبيرا داخل دماغ المتعاطي.
حيث يشعر الشخص بنوع من النشوة أو الاسترخاء أو الهلوسة أو بعضا من المشاعر والأحاسيس المختلفة التي تدفعه في كل مرة إلي تناول تلك المادة المخدرة، في كل مرة من تناوله هذه المخدرات يشعر الجسم بطريقه معينه للنشوة وذكريات خاصة، مما تدفعه للبحث عن تناول تلك المادة على فترات متقاربة حتى تعتاد الدماغ على الحصول على هذه العواطف والأحاسيس والمشاعر، ثم يبدأ في طلب المزيد والمزيد.
في الواقع فإن الهيكل والوظائف الطبيعية وأجزاء معينة في الدماغ يحدث لها تغير كبير، مما يؤدي إلى الاعتماد والإدمان على تلك المادة.
المورفين والهيروين والأفيون أحد تلك المواد التي تؤثر تأثير كبير على دماغ المتعاطي، حيث يتكيف الجسم مع تلك المواد ويحتاج إليها بشكل مستمر حتى يستطيع أن يقوم بالأعمال المعتادة والبسيطة.
ربما تكون تلك أحد الأسباب التي يتم من خلالها فهم ميكانيزم الإدمان والتعاطف الشديد والإقبال على تناول تلك المواد المخدرة أي كان نوعها من قبل المدمنين.
في الجزء الثاني من المقال سوف نقدم بعض من الأسباب التي تدفع المدمنين للسير في طريق الإدمان.

عوامل الخطر ومسببات الإدمان:

بالتأكيد هناك مجموعة عوامل وأسباب تدفع الشخص إلي  الوقوع في طريق الإدمان.
ربما تكون تلك المسببات هي عوامل يمكن للشخص أن يقوم بتغييرها، والبعض الأخر عوامل لا يمكن تغييرها ودائما ما يهتم الباحثون والأطباء النفسيين بكل تلك المسببات والعوامل التي من شأنها تقوم بإيجاد أفضل الطرق لمنع وعلاج إدمان المخدرات.
معرفة تلك المسببات والعوامل أيضا يعني الوقاية لكل فرد وتوفير مستوى من التوجيه الفردي والصحي لإدارة تلك المخاطر والمسببات وفقا لأحدث الدراسات التي تمت داخل المعهد الوطني لإدمان المخدرات من عوامل الخطر يمكن تحديد أسباب الإدمان في فئتين أساسيتين وهما:

  • أسباب بيولوجية.
  • أسباب بيئية.

من المعروف أن تواجد تلك الأسباب في فرد ما فإن احتمالية تعرضه للإدمان تكون كبيرة جدا سوف نقدم شرح مختصر عن كل سبب من تلك الأسباب لمعرفة مدى علاقتها بالإدمان بوجه عام.

أولا:الأسباب البيولوجية:

يقصد بالأسباب البيولوجية هي مدى قابلية الشخص من الناحية الصحية والوراثية للدخول في عالم الإدمان.
حيث أشارت العديد من الدراسات أن العوامل الوراثية واستعداد الشخص النفسي  للإدمان تمثل ما بين نسبة 40 إلى 60 % من تعرض الشخص للإدمان.
حيث أن الجنيات الشخصية يكون بها خللا ما ويقبل على المخدرات.

ثانيا:الأسباب البيئية:

لا شك أن هناك مجموعة من عوامل الخطر البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى الإدمان وما أكثرها في الوقت الحالي.
من أمثلة تلك الأسباب البيئية هي ضغط الأفران لتناول المواد المخدرة خاصة في المناسبات المختلفة، التعرض إلي الإجهاد لفترات طويلة وخاصة في الأعمال التي تتطلب مجهود ذهني وبدني كبير.
وجود أحد الأفراد داخل العائلة والذين يتناولون المواد المخدرة بشكل مستمر.
كلها أسباب من شأنها أن تدفع الشخص إلى تناول المخدرات.
توصلت تلك الدراسة أيضا إلي أن الجمع ما بين العوامل والأسباب البيئية وبين الأسباب البيولوجية يجعل الشخص أكثر عرضة من الإدمان بنسبة 25 %.

هل طريقة تناول المخدرات يمكن أن تزيد من شدة الإدمان؟

الإجابة على هذا السؤال هي نعم، حيث أن تعاطي المخدرات عن طريق الحقن يزيد من الإدمان يرجع ذلك إلي أن تناول المواد المخدرة عن طريق الحقن يساعد على وصول تلك المادة المخدرة إلي الدماغ في غضون ثواني قليلة، ويزيد من الشعور بالنشوة والمتعة بقوة كبيرة.
في الغالب فإن تأثير النشوة سوف يتلاشى في غضون بضع دقائق ولكن تستمر الرغبة في تناول المزيد والمزيد من تلك المادة بمرور الوقت كما أن زيادة الجرعات يجعل من المستحيل أن يشعر المدمن بنفس الشعور الأولي لذلك المخدر عند تعاطيه، ثم فإنه يضطر إلي زيادة الجرعات والمضي قدما في طريق الإدمان.

 

0 Comments

Submit a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

×