يُعد التدخين من أخطر العادات السيئة التى انتشرت بين البشر بمعدلات غير طبيعية منذ عشرات السنين، وتكمن خطورته الخفية فى إلحاق الضرر بمن حولنا دون ذنب.
وبرغم تزايد أسعار “علب السجائر” بصورة جنونية كل فترة قصيرة، إلا أن الإقبال على شرائها وتدخينها أكبر من جنون ارتفاع أسعارها.
تحذيرات الأطباء ضد أضرار التدخين ومخاطره لم تشفع للحد من هذه المشكلة، وبالرغم من زيادة الوعي بأضرار التدخين، إلا أن نسب الإقلاع عن التدخين مقارنة بنسب المدخنين الفعليين أقل بكثير، مما يزيد الأمر سوءًا، ولابد من الاستعانة بمتخصص سواء أكان طبيب أو مستشفى علاج ادمان أو مركز علاج ادمان.
تدخين السجائر ليس هو النوع الوحيد للتدخين، فهناك أيضًا تدخين الشيشة التى لها آثار خطيرة خاصة على القلب، وقد تودي بحياتك أسرع من تدخين السجائر.
عدم إدراك الغالبية العظمى من المدخنين أن هناك أمراض مميتة ستصيبهم، وأهمها سرطان الرئة الذى أصبح يصيب الملايين من المدخنين حول العالم، ويتعدى خطر التدخين الأمر ليتجاوز المدخنين، ويؤثر بالسلب أيضًا على من حولهم ما يُعرف بـ”التدخين السلبي”.
الإقلاع عن التدخين ليس بالصعوبة البالغة، لأن الشخص يستطيع الإقلاع من تلقاء نفسه، ولن يواجه تعب شديد كما فى حالات الإدمان الأخرى.
لذا كل ما عليك فعله هو التفكير فى سؤال محدد.. ما هى الفائدة التى تعود على الشخص من التدخين؟
الإجابة: مجرد شعور وهمي بالراحة مصاحب لمجموعة من الأمراض التى تسبب الموت بكل تأكيد، والكثير من الأموال التى تهدر على هذا السُم بطئ المفعول.
ما هو تعريف التدخين؟
التدخين هى عملية يتم فيها استنشاق الدخان أو تذوقه بعد حرق التبغ، أو مضغة، والهدف من التدخين هو أن يُروح المدخن عن نفسه، وبعد أن يحترق التبغ يصبح ذو تأثير مخدر على الشخص، حيث يصدر عن الاحتراق مواد مثل النيكوتين، ولذلك تمتص الرئة تلك المواد.
ومن أكثر وسائل التدخين شيوعًا السجائر، وبسبب خطورة التدخين على الصحة العامة تجد أن هناك منع للتدخين فى الأماكن العامة.
وجاءت الإحصائيات لتؤكد أن هناك أكثر من حوالي مليار فرد حول العالم من المدخنين.
نشأة التدخين:
كان قد ظهر التدخين لأول مرة فى تاريخ البشرية فى عام 5000 قبل الميلاد، حيث وجدت العديد من الإشارات والآثار من الثقافات والحضارات المختلفة التى تؤكد ذلك، فقد كانت البداية قديمًا فى تلك الطقوس، والشعائر الدينية القديمة، والتي كان يتم فيها تقديم القرابين للآلهة، حيث كانت عملية التدخين من إحدى وسائل التنوير الروحي للكهنة، يتمكنون من خلالها من التأثير على العقول من خلال أن لتلك المادة العديد من الفوائد الروحية أو الصحية إلى أن جاء انتشار التدخين وتطوره فى قارة أوروبا كأحد مظاهر النشاط الاجتماعي، ويعتبر كأحد وسائل تعاطي المخدرات التى لم تكن منتشرة من قبل، وبعدها أخذ فى الانتشار بشكل أكبر فى جميع أنحاء العالم.
أشكال وأنواع التدخين:
يوجد العديد من الأشكال والأنواع المختلفة والمتعددة لعملية التدخين ومنها.
1. السجائر:
هذا الشكل هو أكثر أنواع التدخين سهولة وانتشارًا، والتي يكون تكوينها عبارة عن تبغ ناعم، ويتم لفه بطريقة أسطوانية بالورق، وهى تصيب من يعتاد عليها بالإدمان، حيث يرجع السبب فى حدوث تلك الحالة الادمانية لها فى قيام أصحاب المصانع الخاصة بالتبغ بنقع التبغ فى عصير التفاح أو العنب، أو فى الخمر والمواد الكحولية، حيث يتم وضع التبغ فى أوعية محكمة الإغلاق، ويتم تركها لعدة سنوات إلى أن يتم تحويل التبغ إلى تبغ هش كما هو فى صورته داخل السيجارة، وهذا هو السبب الذى يجعل السيجارة تظل مشتعلة إلى نهايتها.
2. الغليون:
كان قد ساد تدخين الغليون بالأخص بين شريحة كبار السن أو الأشخاص ذو المراكز الكبيرة، حيث أنه يعتبر من إحدى تلك المظاهر المرتبطة بالوجاهة، وهو وسائل تدخين التبغ، يوجد له العديد من الأشكال فى تدخينه، ولكنه يعتمد فى الأساس على القيام بعملية تنقية لمادة النيكوتين الموجودة فى التبغ وتبريدها.
3. الأرجيلة:
وهى طريقة تعتمد على تسخين التبغ، وذلك بواسطة الفحم، ومن ثم تبريده من خلال الماء، حيث زادت نسب الإقبال على تلك الطريقة للتدخين مؤخرًا، وذلك نظرًا لإضافة العديد من النكهات المختلفة له بطعم الفاكهة، مما ساعد على زيادة انتشار تلك الطريقة للتدخين حتى ما بين شرائح مدخنة جديدة من النساء.
4. التبغ غير المدخن:
وهى من إحدى طرق التدخين، ولكن ليس عن طريق حرق التبغ وتدخينه كالمعتاد فى طرق التدخين الأخرى، ولكن تلك الطريقة تقوم على وضع كمية من مادة التبغ داخل الفم فيما يتم تخزينها به لمدة زمنية ومضغها من خلال الأسنان فيتم تحليل السموم، ويتم بعدها عملية الامتصاص من جانب الجسم لتلك السموم، والتي يقوم الدم بنقلها إلى أجزاء الجسم المختلفة فتعمل على إعطاء نفس الشعور للمتعاطي بالاسترخاء والنشوة والراحة.
أضرار تدخين السجائر:
هناك أضرار تكون مصاحبة للتدخين بشكل يومي ومستمر، وهناك أضرار على المدى البعيد.
أضرار على المدى القريب:
تتمثل أضرار التدخين على المدى القريب فى تحول الأسنان إلى اللون الأصفر، وتصبح رائحة الفم كريهة، وكذلك أصابع اليد، رائحة الملابس غير جيدة، التعرق الزائد عن المعدل الطبيعي، قد يكون قئ فى بعض الأحيان.
أضرار على المدى البعيد:
عندما يصبح الشخص مدمن على تدخين السجائر، سوف يكون هناك ضعف فى حاسة الشم، وأيضًا حاسة التذوق بشكل كبير، سعال مزمن، ويتعرض لنزلات البرد دائمًا، قد يصاب بجلطة الدم بجميع أنواعها قلب أو مخ، وكذلك فى الأطراف، ومعرض للإصابة بقرحة المعدة والسرطان، وبالأخص سرطان الرئة والفم.
ادمان الشيشة:
غزت الشيشة البلدان العربية بسرعة البرق، ولم تتوقف عند سن معين، لكنها أصابت الشباب من الجنسين، الدول الأوربية هى الأخرى انتقل إليها المرض، ولم يستطع أحد إيقاف قطار الادمان الجديد المتمثل فى تدخين الشيشة.
مسميات وأنواع الشيشة:
تتعدد مسميات الشيشة بحسب كل بلد، فى مصر ودول شمال أفريقيا والخليج العربي يطلقون عليها “الشيشة”، فى لبنان يطلق عليها “أركيلي أو معسل”، أما فى فلسطين وسوريا فتعرف باسم “أركيلة”، وفى العراق “نركيلة”.
ومن مسمياتها أيضًا النارجيلة، والنلة.
والشيشة أو الأركيلة هى أداة تدخين تعتمد على تمرير دخان التبغ المشتعل بالفحم بواسطة الماء قبل استنشاقه.
كما تتنوع أطعمة وأنواع الشيشة، أشهرها الشيشة بطعم التفاح، الخوخ، وإلى غير ذلك على نفس الوتيرة، الكانتلوب، الكوكتيل، وأخيرًا الفراولة.
مم تتكون الشيشة؟
تحتوى الشيشة على التبغ الموجود فى السجائر، وبعض المعادن الثقيلة شديدة الضرر كالرصاص والزرنيخ، بالإضافة إلى النيكوتين والقطران، وكل هذه المواد ذات ضرر كبير على القلب والرئة وأعضاء الجسم.
أكدت الدراسات أن النفس الواحد من الشيشة يحمل نفس تأثير كمية كبيرة من السجائر تصل إلى حوالي 100 سيجارة، كما أن تواجد النيكوتين بكمية كبيرة فى الشيشة قد يتحول لدى البعض إلى إدمان يصعب علاجه.
أضرار الشيشة؟
هناك أضرار عديدة تسببها الشيشة منها..
1. أن شرب الشيشة يسبب تلف وفشل عضلة القلب.
2. الإصابة بضغط الدم الخبيث، والذى يصحبه تصلب الشرايين، ويزيد احتمال الإصابة بجلطات القلب، والسكتة الدماغية.
3. سهولة التعرض لأي مرض بشكل سريع وقد تتدهور الحالة الصحية لمدمن الشيشة، لأن الشيشة تساوى كم كبير من السجائر..
آثار الشيشة على القلب:
تشكل أمراض القلب خطرًا كبيرًا على صحة وحياة الكثيرين، فالأمراض القلبية أصبحت مشكلة العصر، والأخطر من ذلك أنها تتسبب فى مضاعفات تؤثر على حياة الكثيرين، فقد بلغت نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بأمراض القلب إلى حوالي 3 ملايين شخص سنويًا.
قد أكدت دراسة أمريكية حديثة أن الشيشة قد تكون أخطر من السجائر على صحة القلب، حيث تسبب الشيشة أمراض القلب بشكل سريع.
كيفية التخلص من ادمان السجائر والشيشة؟
1. تحكم المدخن فى رغبته، وإصراره على التوقف فورًا عن التدخين.. أو التدرج فى الإقلاع عنه.
2. الابتعاد قدر المستطاع عن البيئة والعوامل التى تشجع على التدخين.
3..التخلص من العادات السيئة، واستبدالها بعادات صحية.
4. ضرورة الإقلاع عن الشيشة على الفور لإنقاذ القلب من الأمراض الخطيرة.
5. هناك طرق حديثة للتخلص من التدخين نهائيًا بجانب ما سبق، منها السيجارة الإلكترونية، بعد استشارة طبيب مختص.
6. التعرف على تجارب الآخرين الذين استطاعوا الإقلاع عن التدخين نهائيًا، والأخذ بنصائحهم.
التدخين السلبي:
وجود مدخن واحد فى المنزل قد يدمر حياة الأسرة بأكملها، ويكون لهذا أثره على المدى البعيد، حيث يقصد بالتدخين السلبي أن تستنشق دخان التبغ من الشخص الذى يدخنه أمامك، وهذا الدخان يعتبر بمثابة ملوث داخلي فى المنزل، أو بداخل المكان الذى يدخن فيه السجائر، ويضر التدخين السلبي بصحة المدخن وغير المدخن، والأكثر ضررًا من ذلك إذا كان هناك أطفال بالمكان الذى تدخن فيه، ويرجع خطر ذلك إلى أن أثر الدخان لا يضيع من المكان، لكن يبقى عالقًا به، وبمرور الوقت تتكون سحابة منخفضة فى هذا المكان يستنشقها كل من يذهب إليه، خاصة إذا كان المكان لا يتم تهويته جيدًا.
يُذكر أن دخان التبغ يتواجد ما يقرب من سبعة آلاف مادة كيميائية، كل مادة من هذه المواد تتكون من مركبات وغازات ضارة، ومن بين تلك المركبات مركب الأمونيا، ومركب الكبريت، ومركب الفورمالديهايد، إضافة لذلك يوجد أكثر من خمسين مادة كيميائية تعتبر من المواد المسرطنة التى تصيب خلايا معينة، وبمرور الوقت تنتشر وتصل لخلايا جديدة مكونة ورم الخبيث.
أعراض التأثر بالتدخين السلبي:
1.تهيج.
2.احمرار العين.
3.السعال الشديد.
4.التهاب الأنف.
أضرار التدخين السلبي:
يتسبب التدخين السلبى فى الإصابة بعدة أمراض خطيرة جدًا من بينها..
1. يصبح الإنسان أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب نتيجة أساسية للإصابة بتصلب الشرايين.
2. يزيد من خطر تجلط الدم لتأثر الأوعية الدموية مما يؤدى إلى التعرض للإصابة بالسكتة الدماغية.
3. امتلاء الجسم بالسموم التى تؤثر على الصحة العامة خاصة جهاز المناعة.
4. انخفاض فاعلية الفيتامينات الطبيعية الموجودة بالجسم ومناعته، وبالتالي تنخفض قدرته على مواجهة الأمراض.
آثار التدخين السلبي على المرأة الحامل والأطفال:
1. التدخين السلبي يؤثر على الخلايا العصبية ونمو الدماغ، خاصة عند الأطفال، ويتسبب فى تدميرها وتلفها.
2. الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الخطيرة، ولعل أبرزها الربو والسعال المستمر، والالتهاب الرئوي.
3.ارتفاع خطر الإصابة بالأورام السرطانية، خاصة سرطان الرئة، وسرطان الثدي عند السيدات.
4.التدخين السلبي يعرض المرأة الحامل إلى الإصابة بالإجهاض.
5. يضر التدخين السلبى بصحة وسلامة الأجنة، ويؤدى إلى تشوهها.
6. يتسبب التدخين السلبي فى انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
7.التدخين السلبي يعرض الأطفال إلى الإصابة بضيق التنفس، والسعال الشديد، والتهاب الشعب الهوائية.
مشكلة التدخين السلبي وعلاجها:
1. يفضل عدم التدخين فى المنزل.
2. تجنب التدخين بالسيارة.. وبجميع الأماكن المغلقة.
3. تهوية المنزل جيدًا أولاً بأول حتى لا يتراكم الدخان بالمنزل.
4. يُمنع تمامًا التدخين أمام المرأة الحامل والأطفال.
التدخين القاتل الصامت:
أكدت دراسة طبية حديثة أن التدخين بات “قاتلاً صامتًا” أشد فتكًا من عدد من الأمراض الخطيرة، مثل الإيدز، والسل، والملاريا، ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية تقريرًا منذ عدة أشهر أكدت فيه أن هناك شخص يتوفى كل 8 ثواني، بسبب التدخين، وأشارت الدراسة إلى أن التدخين يقتل 1 من بين كل 10 أشخاص في العالم، ويعد العامل الثاني المسبب للوفاة المبكرة أو العجز التام، بعد مرض “ارتفاع ضغط الدم”.
كانت إحصائية دولية أجريت عام 2015، قد كشفت أن العالم يوجد به نحو مليار مدخن يوميا، رغم إجراءات حظر التدخين في عدد واسع من الأماكن، وأوضحت الدراسة أن هناك واحدًا من بين كل 4 رجال، وواحدة من بين كل 20 امرأة عرضة للموت المفاجئ بسبب التدخين.
ولفتت الدراسة إلى أن هناك 6.4 مليون حالة وفاة حول العالم بسبب التدخين خلال 2015، نصفهم يتركز في 4 دول فقط، وهم الصين والهند والولايات المتحدة وروسيا، ما يجعله عمليًا أشد فتكًا بالبشر من أمراض الإيدز والسل والملاريا.
وفقا للدراسة، يعتبر التدخين المسبب الأكبر للعديد من الأمراض، إذ أن التبغ هو العامل الرئيسي في الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى المزمنة، بالإضافة إلى تدهور العديد من الحالات، ووصولها إلى السرطان.
تريليون دولار تكلفة التدخين سنويًا:
كشفت دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية والمعهد الوطني الأمريكي للسرطان، أن التدخين يكلف الاقتصاد العالمي أكثر من تريليون دولار سنويًا، من تكاليف الرعاية الصحية والإنتاجية المهدرة، بالإضافة إلى أن عدد من سيتسبب التدخين في موتهم سيرتفع بمقدار الثلث بحلول عام 2030.
وجاء في الدراسة التي نشرت أكتوبر الماضي، ونقلتها وكالة “روتيرز”، أنه “من المتوقع أن يزيد عدد الوفيات المرتبطة بالتدخين من نحو ستة ملايين حالة وفاة سنويًا إلى نحو ثمانية ملايين وفاة سنويًا بحلول عام 2030، وسيكون أكثر من 80 بالمائة من هذه الوفيات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل”.
وفقًا للدراسة فإن تكلفة التدخين تفوق الإيرادات العالمية للضرائب على التبغ، والتي قدرتها منظمة الصحة العالمية بنحو 269 مليار دولار فى عامى 2013 و2014.
وتوقع التقرير أن تستمر التكاليف الاقتصادية فى الزيادة، واتهمت الدراسة الحكومات بالتقاعس عن مواجهة زيادة التدخين، “على الرغم من أن الحكومات لديها أدوات لتقليص استخدام التبغ والوفيات المرتبطة به، لكنها بعيدة عن استخدام تلك الأدوات بكفاءة”، بحسب الدراسة.
0 Comments