حالة الاكتئاب تعتبر مرضا مثل باقي الأمراض إلا أنه ليس من السهل التخلص منه ويسمى الاضطراب الاكتئابي الحاد أو الاكتئاب السريري، وتكمن خطورته في انه مرض يصيب الجسم والنفس، ويؤثر تأثير سلبي على تصرف الشخص المصاب به والذي ظهرت عليه علامات الاكتئاب كما يؤثر على طريقة تفكيره ومن ثم يتسبب في العديد من المشاكل الجسمانية والعاطفية، ويلاحظ دائما على الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الاكتئاب عدم رغبتهم في ممارسة الحياة اليومية بشكل اعتيادي.
الكآبة أو القلق النفسي هو وعكة صدرية ناتجة عن الشعور بالحزن والاسى، وهو ايضا اعتلال عقلي يعاني فيه الشخص من الحزن والمشاعر السلبية لفترات طويلة، وفقدان الحماس وعدم الاكتراث والاهتمام بأي شيء يدور حوله، وتصادف مشاعر القلق والحزن والتشاؤم والذنب وضيق في الصدر مع انعدام وجود هدف للحياة في هذه الحالة، مما يجعل الفرد يفتقد الرغبة في الحياة، وهو أيضا أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بين البشر حول العالم، ومن هنا جاءت اهمية ان ننقل لكم من خلال هذا التقرير علامات الاكتئاب التي يجب عند ظهورها مساعدة الشخص في التعافي من هذه الحالة كما نقدم لكم طريقة علاجها.
علامات الاكتئاب:
يمكن تشخيص مرض الاكتئاب تشخيصا سليما عند معرفة علامات الاكتئاب التي نوضحها لكم من خلال هذا التقرير لكي يتم بعدها القيام بعلاج الشخص المصاب بالاكتئاب نظرا لتأثيره السلبي على حياة الشخص بصورة كبيرة وتتنوع علامات الاكتئاب لتشمل:
- افتقاد الرغبة لممارسة الحياة اليومية المعتادة بشكل كبير.
- الشعور بالإحباط والضغط الحاد.
- سيطرة العصبية على الشخص المصاب بالاكتئاب.
- حدوث نوبات هستيرية من البكاء بدون حدوث أي أسباب واضحة.
- صعوبة في التركيز.
- وجود اضطرابات في النوم.
- وجود نقصان في الوزن أو زيادة بدون قصد من الشخص.
- حدوث الكثير من الضجر والقلق.
- صعوبة بالغة في اتخاذ القرارات.
- حساسية مفرطة.
- من أكثر علامات الاكتئاب حدوثا وجود شعور لدى الشخص بالوهن والتعب.
- شعور بفقدان الثقة بالنفس.
- من ضمن أعراض الاكتئاب أيضا اضطراب الفتور الجنسي.
- من الممكن أن يتعرض الشخص لأفكار انتحارية والقيام بمحاولات للانتحار.
- حدوث مشاكل جسدية دون وجود تفسيرات لها مثل حدوث آلام في الرأس وأوجاع في الظهر.
من الجدير بالذكر أنه يتعامل الأطباء مع الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الاكتئاب بأنهم أشخاص مرضى بمرض مزمن للغاية ويحتاج إلى علاج يستغرق مدة طويلة مثلها مثل أي مرض آخر، ويذكر ايضا انه يتعرض أغلب الأشخاص إلى علامات الاكتئاب مرة واحدة في الحياة إلا أن هناك بعض الناس من يتعرض إلى علامات الاكتئاب أكثر من مرة على مدار حياته.
علامات الاكتئاب و أسباب حدوثها:
وتتنوع علامات الاكتئاب حيث أنها تظهر على الأشخاص بشكل مختلف, حيث أن علامات الاكتئاب لدى شخص يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما تختلف عن علامات الاكتئاب التي تظهر على شخص يبلغ من العمر سبعون عاما، ومن الممكن أن تظهر علامات الاكتئاب على بعض الأشخاص بشكل غير واضح لدرجة عدم تحديد إصابة هذا الشخص بمرض الاكتئاب من عدمه إلا أنه يكتفي الحكم بأنه هناك شيء غير طبيعي في حالته النفسية، لأنهم يشعروا بأنهم ليسوا سعداء بحياتهم بوجه عام.
وبصفة عامة فان التشخيص السليم الناتج عن معرفة وإدراك علامات الاكتئاب والعلاج الصحيح للحالة يعمل على التخلص من مرض الاكتئاب في غضون المدة التي يحددها الطبيب المشرف على الحالة حتى يعود المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية والاستمتاع بها بعد التعافي من مرض الاكتئاب.
العوامل المسببه للاكتئاب:
أما عن عوامل حدوث الاكتئاب فانه إلى الآن لم يتم تحديد عوامل ثابتة لحدوث علامات الاكتئاب بشكل دقيق إلا أنه يمكن القول بأن هناك عوامل بيئية وبيولوجية وكيميائية يرجع إليها السبب في حدوث علامات الاكتئاب ومن أهمها:
العوامل البيوكيميائية لحدوث الاكتئاب:
أكدت بعض الأبحاث العلمية أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب تم حدوث تغييرات كيميائية في أدمغتهم واتضح ذلك من خلال التصوير بتقنيات متطورة وحديثة، إلا أنه لم يعرف إلى الآن طبيعة المواد التي تم تغييرها في أدمغة الأشخاص وأدت إلى الإصابة بالاكتئاب، ومع تقدم الأبحاث سيتم توضيح ماهية هذه المواد وسيساهم ذلك بشكل كبير في علاج أسهل وأسرع لمرض الاكتئاب.
ويرى علماء الطب النفسي أن الناقلات العصبية هي التي يرجع إليها السبب في حدوث الاكتئاب حيث أنها لها علاقة وطيدة بالحالة المزاجية للإنسان وبالتأكيد فإنها تلعب دورا في الإصابة بمرض الاكتئاب، ومن الممكن أن يكون هناك خللا هرمونيا وقع بالجسم ادى ايضا الى ظهور علامات الاكتئاب.
العوامل الوراثية المسببة لحدوث الاكتئاب:
أكدت الأبحاث العلمية وجود ترابط قوي بين العوامل الوراثية وحدوث علامات الاكتئاب، وذلك بعد ملاحظة الإصابة بالاكتئاب على الأشخاص الذين لهم أقارب مصابين به، ويقوم العلماء في الوقت الحالي باكتشاف الجينات التي لها علاقة بالإصابة بمرض الاكتئاب.
العوامل البيئية للإصابة بمرض الاكتئاب:
وتعد البيئة المحيطة بالإنسان من أكثر العوامل التي لها أثر في ظهور علامات الاكتئاب، حيث انه عند حدوث أي ظروف يصعب على الإنسان مواجهتها والتعايش معها مثل افتقاد شخص عزيز أو حدوث مشاكل اقتصادية وحدوث توترات حادة تؤدي إلى الإصابة بمرض الاكتئاب و اضطراب كرب ما بعد الصدمة.
الجدير بالذكر هنا أنه لا يوجد شخص على وجه الأرض محصن ضد الاكتئاب فالجميع معرض له بمختلف الحالات والأماكن والظروف، ولا توجد إحصائيات واضحة عن نسب الإصابة به إلا أنه يمكن القول بأن مرض الاكتئاب أصبح واسع الانتشار والحدوث، ويبدأ الاكتئاب في الظهور عند بلوغ سن العشرين ولكنه قد يصيب الأطفال أو كبار السن البالغين سبعين عاما، وثبت علميا أن معدل النساء المصابين بالاكتئاب يعادل ضعف الرجال المصابين به.
طرق علاج الاكتئاب:
هناك طرق عديدة لعلاج الاكتئاب وتتضمن تلك الطرق ما يأتي:
- العلاج الدوائي.
- العلاج النفسي.
- العلاج بالصدمات الكهربائية.
- التحفيز أو التنبيه الدماغي.
- العلاج البديل.
العلاج الدوائي لمرض الاكتئاب:
تنتشر عشرات الأدوية في الأسواق تعمل على علاج علامات الاكتئاب وتخفف من حدتها ويتم علاج الاكتئاب من خلالها مع دمجها بالعلاج النفسي ويتم ذلك من خلال المراحل التالية:
مرحلة الاختيار النموذجي الأول:
يقوم الأطباء والمعالجين النفسيين المشرفين على علاج الاكتئاب بوصف أدوية لمعالجة الاكتئاب بصفة مبدئية وهي الأدوية المعروفة بمثبطات إعادة امتصاص السيروتونين اختياريا.
مرحلة الاختيار النموذجي الثاني:
وهي مجموعة أدوية يصفها الأطباء كمرحلة ثانية لعلاج الاكتئاب بالأدوية تعرف بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
مرحلة الاختيار النموذجي الثالث والأخير:
ويصف فيها الأطباء مجموعة من الأدوية المضادة للاكتئاب والمعروفة بمبسطات اكسيداز أحادي الأمين.
العلاج النفسي لمرض الاكتئاب:
كما يتم علاج علامات الاكتئاب عن طريق العلاج النفسي بالتوازي مع العلاج الدوائي ويتم هذا القسم من العلاج عن طريق المناقشة مع المريض والاستماع إليه وإجراء الحوار حول أوضاعه الحياتية وظروفه المعيشية التي تجري حوله وتتعلق به، وهذا النوع من العلاج هو من اهم الطرق الفعالة في علاج الاكتئاب والكثير من الامراض النفسية الاخرى ايضا.
علاج الاكتئاب عن طريق الصدمات الكهربائية:
كما يتم علاج علامات الاكتئاب عن طريق تمرير التيار الكهربائي على الدماغ من أجل إحداث فيضان في المشاعر، ويتم ذلك في حالات الاكتئاب الشديد ويمكن في قسم علاج الأمراض النفسية.
وعلى أي حال من الأحوال يجب على كل شخص أن يعد نفسه لتجنب حدوث توترات عصبية تؤدي به الى الاكتئاب أو اضطرابات القلق او ما الى ذلك من أمراض نفسية موحشة، نتيجة لتغيرات في ظروفه المعيشية، حيث ان الشخص السليم يجب أن يقوم بالعمل الجاد على مواجهة الصعوبات التى تواجهه وعدم الاستسلام لها، حتى يتجنب الدخول في حالة من الاكتئاب، ويجب أيضا على المقربين من الأهل والأصدقاء تقديم الدعم المناسب لمن يقع في مشكلة او تواجه اي صعوبة من صعوبات الحياة اليومية للتغلب على علامات الاكتئاب.
مستشفي الامل للطب النفسي وعلاج الادمان “أينما تجد الأمل.. تجد الحياة”
0 Comments