يؤلمنا دائماً وقوع من نحبهم في أزمات أو أي ضرر من شأنه أن يصيبهم بأي مكروه .. فما بالك بخطر الإدمان .. ؟
تكمن خطورة تقديم المساعدة للمدمن في أن أي خطأ مهما كان بسيطاً من وجهة نظرك ، فإنه قد يضر بالمدمن ضرراً بالغاً قد يصل به إلى خطر الموت، إذا ما استمر في تعاطيه، أو كان سبباً في انتكاسته مرة أخرى، وهو محمل بمشاعر سلبية قد تجعله يرفع مقدار جرعته ، فيتعرض لجرعة زائدة عن طاقته، فتكون النتيجة مؤسفة جداً.
اسباب المبالغة في الادمان علي المخدرات:
- أن تبلغ بمرضه حيث أنك تكشف عنه سره الذي يحاول جاهداً في إخفائه، وحينها تكون قد رفعت عنه الحرج والقلق، وبالتالي سيشعر أنه نجا بفعلته، مما يجعله يستمر فيما يفعله، ولن يجعله هذا مضطراً لأن يكشف عن مرضه ويطلب المساعدة في فترة قصيرة.
- أن تقرضه أو تمنحه المال .. فتوفر المال في يديه يجعله يستمر في التعاطي دون توقف ، فلتكن تعاملاتك معه بما يحتاجه فقط ، فإذا طلب مالاً من أجل طعامه ، فقدم له الطعام فقط ، ولا تقدم له هدايا ذات قيمة في الشارع ، مثل الهاتف المحمول أو الأجهزة الاكترونية ، لأنه في غضون أيام سيكون قد باعها واستغنى عنها من أجل الحصول على المال الذي يشتري به المخدرات.
- أن تتجنب الحديث عن إدمان المخدرات بشكل عام أمامه ،حتى لا تعرضه للإحراج، أو الخوض في نقاشات معه، فتزيد لدية حالة الإنكار الذاتي لإدمانه، حيث أنك إذا التزمت الصمت المطلق حيال الأمر، فإنك تدفعه لمتابعة التعاطي ظناً منه أنه لم ينتبه له أحد، وحتى إذا انتبه له ، فلا يجرؤ أحد على الحديث أمامه.
- أن تتراجع عن كلمتك أو وعدك، فبعد أن تكتشف إدمان أحد المقربين وتطلب منه سرعة التعامل مع الوضع من حيث العلاج وتخطي هذه المرحلة، فهو لايستمع لك، مما يجعلك تهدد أو تتوعد، فإنك حينها إذا تراجعت فإنه سيرى أن تهديداتك جوفاء لا معنى لها، ولذلك لابد من تحديد حدود في التعامل، وتنفيذ الوعود حتى يكون تعامله مع الوضع بجدية.
- أن تبحث له عن عذر أمام بعض الأشخاص الذين يلاحظون تغيراً فيه، سواء في تصرفاته أو شخصيته أومظهره الجسماني، حيث إن البحث عن عذر له، بمثابة إخفاء الحقيقة، مما يؤجل مواجهة الموقف.
- أن تسدد فواتيره وديونه، حيث أننا نتألم حين نرى أحد المقربين منا يعيش حياة مرتبكة مليئة بالديون والالتزامات التي لا يستطيع الوفاء بها ، بسبب تعاطي المخدرات ، حيث أن مساعدتك له تعتبر بمثابة الضوء الأخضر ليكمل طريقه في التعاطي فلابد أن يرى بعينيه نتيجة ما فعله بحياته حتى يكون دافعاً له للتغيير.
- ان ترفع الحرج بينك وبينه، فيتعاطى هذه المواد أمامك، أو يصل بك الأمر إلى تعاطيها معه بحجة تقوية العلاقة بينكما وهذه الطريقة بكل بساطة تشجعه على متابعة سلوكه هذا دون توقف.
إذا قمت بأي من التصرفات الواردة أعلاه، تكون بذلك قد ساعدت مدمن. أو بعبارة أخرى ، دفعته دفعًا إلى تفاقم الإدمان.
لكن لا تعنف نفسك كثيرًا على هذا الأم إذ دائمًا ما يأتي من يقدم المساعدة من مكان يكتنفه الحب، وهذا الذي تحب محظوظ لأن له شخصًا مثلك يسعى لمساعدته.
ومع ذلك وبعد أن تعرفت على تلك التصرفات المساعدة التي يمكن أن تكون لها آثار عكسية، قد تحتاج إلى أن تبذل جهدًا واعيًا لتغيير طريقة تعاملك مع الوضع. فإذا لم تسمح له أبدًا بالشعور بالألم أو عدم الإرتياح الذي قد يتسبب فيه الإدمان، سواء كان في صورة خسارة العلاقات أو المأوى، أو من خلال جامعي الديون الذين يتصلون يوميًا للمطالبة بالفواتير الماضية المستحقة، فلن يكون لديه سبب للتوقف عن التعاطي.
قدم له الدعم العاطفي، والمساعدة المهنية، والأهم من ذلك كله، تحدث معه عن الوضع بصراحة وحرية، توقف عن مساعدة من تحب، ولكن ساعده على وضعه على الطريق الصحيح للتعافي.
0 Comments