أن تكون زعيم لعصابة للاتجار فى المخدرات هذا أمر وارد، إما أن تكون لك نفوذ حتى وانت خلف أسوار السجن محكوم عليكب المؤبد ثم تهرب، وتصدر أوامرك بالقضاء على تجار مخدرات أخرين داخل السجن فهذا هو الخارق، ستيفن دي سوزا فييرا، زعيم عصابة “الفرقة الحمراء” أو “ريد كوماند” الإجرامية المختصة بتجارة المخدرات في عموم البرازيل، الذى اعتقلته الشرطة البرازيلية في ولاية غوياس البرازيلية، وتعتبره “قطب تجارة المخدرات”، متهمة إياه بالوقوف وراء إثارة أحداث شغب دموية فى أحد السجون فى أول أيام العام الجديد.
وقد قتل في أحداث الشغب التي شهدها سجن في ولاية غوياس وسط البلاد تسعة نزلاء وجُرح 14 آخرون، وقد اعتقل فييرا، 34 عامًا، في شقته الفخمة في ريو دي جانيرو على شاطئ منتجع كابو فريو”، وقد عُثر بحوزته على كمية كبيرة من الأوراق النقدية والمجوهرات وعدد من أجهزة الهاتف النقال مع سجلات ضمت تفاصيل عن تحويلات عمليات تهريب مخدرات، حسب الشرطة، وكان هاربًا من السجن منذ نوفمبر الماضي، وكان فييرا، المعروف أيضا بـ “بي أج” يقضي حكمًا بالسجن لمدة 26 عامًا بتهمة الاتجار بالمخدرات عندما هرب من سجن أبارسيدا دي غويانيا.
وتقول الشرطة إنه يدير من خارج السجن، عصابة من نزلاء السجن، وقد أعطى أوامره لأعضاء مسلحين منهم للقيام بأحداث شغب داخل السجن، وقد هاجم هؤلاء عصابة منافسة فى جناح منفصل فى السجن وأشعلوا النار فى الفراش، وهرب أكثر من 100 سجين بعد اندلاع الشغب، ما زال العشرات منهم طلقاء.
وتعد أحداث الشغب من الأمور المعتادة في السجون البرازيلية، التي عادة ما تكون مزدحمة بشكل كبير، وتضم البرازيل أحد أكبر عدد من المساجين في العالم، وتسيطر على هذه السجون عصابات إجرامية، تدخل المخدرات وأجهزة الهاتف النقالة والأسلحة إلى هذه السجون.
ووصف تقرير للسلطات القضائية فى عام 2016 الوضع الأمني فى سجن ولاية غوياس، (الذي يقع فى منطقة ريفية فى ضواحي عاصمة الولاية، غويونيا)، بالسيئ، وأشار التقرير إلى أن السجن، وهو جزء من مجمع، قد بني لإيواء 122 نزيلاً، ولكنه كان يضم 423 في وقت واحد فى إحدى المرات.
جدير بالذكر أنه فى أواخر ديسمبر من العام المنصرم ألقت الشرطة الفيدرالية البرازيلية القبض على 27 شخصًا يشتبه فى انتمائهم إلى عصابة دولية لتهريب المخدرات خلال قيامهم بعمليات خارج مطار ريو دي جانيرو الدولي، وذكرت شبكة (ايه بي سي نيوز) الأمريكية نقلاً عن بيان أصدرته الشرطة الفيدرالية أن الاعتقالات جاءت بعد 10 أشهر من التحقيق في تورط موظفين بمطار ريو دي جانيرو، وموظفي شركات طيران وجمارك وإيرادات داخلية فى تلك العمليات، وأوضحت الشرطة أن العصابة وضعت المخدرات في أمتعة المسافرين دون أن يشعروا، وأن العصابة كانت تختار المسافرين الذين قاموا بالتسجيل للسفر في رحلات متجهة إلى أوروبا.
وفى وقت سابق منذ أشهر قليلة قال وزير الدفاع البرازيلي راؤول جونجمان إن 950 فردًا من الجيش فرضوا طوقًا أمنيًا حول منطقة (روسينيا) بمدينة ريو دي جانيرو، وذلك بعد أسبوع من الاشتباكات العنيفة بين الشرطة البرازيلية وعصابات مهربي المخدرات، وأكد جونجمان حينها – وفقًا لقناة (روسيا اليوم) الإخبارية – جاهزية الحكومة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وكان المتحدث باسم قيادة القوات المسلحة البرازيلية قد أعلن فى وقت سابق إغلاق المجال الجوي فوق المنطقة المذكورة، فيما نشرت وسائل الإعلام المحلية مقاطع فيديو تظهر عناصر للجيش يدخلون إليها.
يشار إلى أن منطقة روسينيا كانت تعتبر حتى الآونة الأخيرة رمزًا لنجاح برنامج التهيئة الذي أطلقته السلطات البرازيلية في أعقاب حملة أمنية شنها الجيش في عام 2011 لطرد مهربي المخدرات من المنطقة، إلا أن الأحداث الأخيرة جعلت منها مجددًا رمزًا لعدم الاستقرار، وتدهور الوضع الأمني الذي تشهده ريو دي جانيرو بعد عام فقط من استضافتها الألعاب الأوليمبية الصيفية.
0 Comments