التأهيل النفسي لأسرة المدمن

التأهيل النفسي لأسرة المدمن

 

أسرة المدمن تحتاج أيضًا إلى التأهيل والدعم النفسي لخوض تجربة العلاج والتعافي مع الابن المدمن على المخدرات، فقد يظن البعض أن مريض الادمان على المخدرات يحتاج إلى التأهيل النفسي وحده عند اكتشاف أنه أصبح فريسة للتعاطي و الإدمان، وأن تقديم الدعم النفسي والمادي والأسري له من قِبل المحيطين له هو بكل الأمر، كذلك البحث عن مركز علاج ادمان متخصص صاحب نسب شفاء مرتفعة على أرض الواقع، ولديه طاقم طبي على أعلى مستوى من الخبرات والكفاءة، ويمتلك برامج علاجية حديثة، ويقدم خدمة فندقية مميزة بدءًا من مراكز الاستقبال، مرورًا بمراكز سحب السموم، وبيوت إعادة التأهيل، وصولاً إلى عيادات المتابعة الخارجية، لما لها من دور حيوي فى إدارة الشخص المتعافي بعد مروره بمراحل علاج الإدمان.

أسرة المدمن قد لا تدرك فى البداية أن المشاركة بفاعلية فى التعرف على كيفية التعامل مع الابن/ الابنة المدمنة منذ اكتشاف مرض الإدمان، يُسهم بصورة مباشرة فى سرعة العلاج والتخلص من السموم التى تسببت فى أضرار جسمانية ونفسية لابنهم.

 

العيادات الخارجية وإعادة التأهيل الأسري

خدمة العيادات الخارجية قد لا توفرها جميع مراكز علاج الإدمان، ولكن مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الادمان توفر هذه الخدمة لعملائها، وتحرص على تقديم الدعم لأسرة المريض من خلال مد يد العون بالتخصص والمشورة، ويلعب الإرشاد النفسي الأسري الدور الأبرز فى مواجهة مشكلة وقوع الابن/ الابنة فى طريق الإدمان، الذي قد تكون نهايته السجن أو الموت، ولكن التعامل السليم مع الحالة والموقف يُخفف من وطأة تلك المشكلات.

 

تصحيح المسار لأسرة المدمن

يحرص المتخصصون فى فرض حالة واضحة من التعليمات والطرق التى يجب أن يتعامل بها أسرة المدمن مع ابنهم المتعاطي للمخدرات، وتكون بمثابة سياسة تصحيح المسار لأسرة المدمن، بتفريغ كافة الأفكار الخاطئة عن الشخص المدمن على المخدرات، من كونه مجرم، أو شخص غير مرغوب فيه، أو أنه لا سبيل لعودته إلى الحياة الطبيعية من جديد، إلى جانب تغيير الصورة النمطية لما تنقله شاشات التليفزيون والسينما عن المدمن وسلوكياته.

 

ساعد المدمن أولاً

عند التعامل مع الابن المدمن بعد اكتشاف حالته، لا تستخدم العنف، أو الألفاظ النابية، أو تقوم بعزله، أو شحنه نفسيًا باللوم والتعنت ضد ما فعله، ولا توصل له صورة قاتمة عن مصيره القادم، وأنه لا مخرج الآن له سوى التنكيل به، وبتجربته الفاشلة بسبب وقوعه فى هذا الفعل المُشين.
لا تتعجل فى اتخاذ قراراتك نحوه، أو تُشهر به، التزم الهدوء والحكمة، واتبع منهج المعاملة الحسنة والاحتواء، ولا تركن إلى نصائح مسمومة أو مشبوهة، انشر الإيجابيات التى قد تبعث فيه حُب خوض تجربة العرض على مركز علاج ادمان متخصص، ولديه خبرات عميقة فى التعامل مع مثل هذه المواقف.

 

السرية التامة

التزم أيضًا السرية التامة فى التعامل مع هذا الموقف، واحرص على تذليل العقبات المادية، النفسية، الأسرية، والاجتماعية التى تفرش الطريق لابنك/ ابنتك للخضوع إلى تجربة العلاج والتعافي من الادمان على المواد المخدرة أو الكحول، وتعرف على طرق علاج الادمان فى المنزل، أو طرق علاج الادمان بالأعشاب، كذلك على أفضل البرامج العلاجية.

لا تتعامل مع ابنك المدمن على أنه صاحب مرض مزمن، ولا يوجد ملاذ آمن للخروج من هذه الدائرة المغلقة، لأن لكل مشكلة حل، ولكل حل طريقة مناسبة لنجاحه، ولكل طريقة مضمونة للنجاح أسباب ووسائل حديثة، وإشراف طبي متكامل، فأحرص على اختيار المكان المناسب الذي يمنحك الثقة.

 

الاستعانة بمتخصص

فى حالة عدم استطاعتك التوصل إلى طريقة مناسبة وفعالة للتعامل مع ابنك المدمن، لا تتردد فى التواصل مع متخصص فى علاج الادمان على المخدرات، ولا تسمح للوقت أن يُداهمك فيصبح ابنك/ابنتك أكثر عُرضة لتفاقم المشكلة، وبدلاً من علاج الادمان على المخدر، يصبح ابنك صريع مرض التشخيص المزدوج، الذي يعد أخطر أمراض الادمان، والتشخيص المزدوج هو وجود مرضين معًا، والمقصود به وجود مرض نفسي مع وجود مرض نتيجة سوء استخدام العقاقير النفسية أو المخدرات، ووجودهما معًا يسببان عائقًا كبيرًا جدًا.

كما يكون الشخص المُصاب بالتشخيص المزدوج على موعد مع أمراض المزاج، مثل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهناك الاضطرابات الجنسية التى تنشأ نتيجة تعاطي المخدرات، خاصة الترامادول، كذلك الاضطرابات الصراعية التى تحدث نتيجة تعاطي المخدرات.
وعلاج المريض المُصاب بالتشخيص المزدوج، لابد أن يكون تحت إشراف طبي كامل، ويتم علاج أعراض الانسحاب داخل مركز علاج ادمان متخصص وليس فى المنزل، ولابد من علاج المرض النفسي والإدمان معًا، لأن علاج أحدهما على حساب الآخر سيتسبب فى انتكاسة للمريض، وهنا يتعرض المريض لبرامج منع الانتكاسة، ثم إعادة التأهيل النفسي والسلوكي، حتى يتم التخلص بصورة نهائية من مرض التشخيص المزدوج.

اترك رد