هل اكتشفت يومًا ما هو سر الانجذاب تجاه شخص؟
سؤال هام لن تجد إجابته الدقيقة من خلال وسائل الإعلام، أو إذاعة الأغاني، أو برامج المسابقات الزوجية.
الإجابة هنا مرتبطة بسر غير متعارف عليه، يكمُن فى وجود هرمون بجسم الإنسان، يسمى “الدوبامين”، ومن المعروف إزدياد نسبة هرمون الدوبامين فى مراحل الحب الأولى من الانجذاب العاطفى.
ما هو هرمون الدوبامين؟ وما علاقته بالحب والزواج؟
الدوبامين مادة تُذهل العقول بسعة التأثيرات شديدة الأهمية التى تمارسها فى الجسم البشرى من دون علم منا، ربما لا تخلو لحظة من حياتنا إلا ويكون فيها للدوبامين دور محورى فى الجسم، ولعل معظمنا يدرى أنه الهرمون الأول المسؤول عن المتعة.
تبين نقص الدوبامين فى أجساد الذين تربطهم علاقات طويلة الأمد، وازدياد هرمون أخر يسمى الأوكسيتوسين (oxytocin) أو (bonding chemical) يعني ببساطة: إن كيمياء الحب (بأشواقه ولوعته) مختلفة عن كيمياء الزواج (العلاقات المستمرة طويلة الأمد).
ادمان الحب:
الحب بمفهومه العلمي يبدو إدمان كإدمان المخدرات تمامًا، دماغك ستترجم أن الشخص الذى تحبه أصبح كالماء والهواء لا تستطيع العيش من دونه.
(تخيل دماغي بحت.. وليس له صلة بالواقع).. ويمكننا أن نستنتج ذلك الإدمان من سماعنا للأغاني أو قراءتنا للأشعار منذ قديم العصور، حيث تتحدث كثير منها عن المغزى الذي يقتضي بأن (حياتي بدون ذلك الشخص لا مغزى لها)، أو أن (غياب ذلك الشخص لحظة يجعل الحياة سوداء فى عيني من يراها).
وبحسب التجارب العلمية الحديثة فإن السبيل الدماغي الذى يتفاعل مع الأشخاص الذين يدمنون العلاقات العطفية والحب حتى مع الانفصال، هو نفسه السبيل السابق ذكره لدى مدمني المخدرات، مما وضح سبب الضيق الذى يعتري المجروحين عاطفيًا، وميلهم فى كثير من الأحيان للانتحار.
مراحل تمر بها العلاقة العاطفية:
المرحلة الأولى: الانبهار:
وهى مرحلة الدوبامين.. فى هذه المرحلة تكون القصة فى بدايتها.. حيث يهيأ لك أن الشخص الذى تميل إليه تشعر تجاه وكأنه إنسان كامل ولا نقص فيه.. خفيف الظل، وتشعر معه بالسعادة الكاملة.
هذه المرحلة هى التى تتغنى فيها بقصائد الحب والأغاني، وهى المرحلة الأساسية فى متابعة وسائل الإعلام والدراما الرومانسية.
الحذر.. أن يكون قرار الارتباط متسرعًا.. والسبب أن هرمون الدوبامين أصدر أوامره بالسعادة الكاملة التى لا غضاضة فيها.
المرحلة الثانية: الاكتشاف:
فى هذه المرحلة يتعرف كل الطرفين على الآخر، ومع مرور الوقت، تكتشف العيوب وتصطدم ان الشخص الذى أحبتته ليس بالصورة الكاملة التى صورها لك عقلك البان بمساعدة هرمون الدوبامين.
ليبقى تساؤلاً هامًا.. هل ما يحدث طبيعى؟ الإجابة: بالتأكيد طبيعى جدًا.
والمفاجأة أن الدليل الملموس على نجاح علاقتك بالطرف الآخر هو حدوث ما سبق بكل تفاصيله.
ستختفى الصورة المزيفة التى كنت تراها فى مرحلة الإنبهار، وسترى الشخص على طبيعته.
النتيجة: بإمكانك الآن اتخاذ قرار الارتباط من عدمه.
المرحلة الثالثة: مرحلة التعايش والعشرة:
مرحلة الأوكسيتوسين هى “أصعب مرحلة فى العلاقات”، لأنها تتضمن المجال لحل أى خلافات، وتلك المرحلة التى يصل الطرفان إلى معرفة كاملة بعيوب بعضهم، وتكون عندهم القدرة على معايشتها، والتكيف معها.
تجاوز هذه المرحلة يعني أنك وصلت إلى “أقصى درجات الحب” فى العلاقة.
استحداث مرحلة الانبهار:
القدرة على استحداث “مرحلة الإنبهار” من حين لأخر فى مرحلة التعايش، يضمن استمرار العلاقة، والذهاب بها بعيدًا.. فلا بأس فى زيارة نفس الأماكن التى كنا فيها فى بداية تعارفنا، كلمة رقيقة، لمسة حنونة، هدية بسيطة. هذه هى العلاقة الأقرب للمثالية، وليست مرحلة الانبهار فقط كما توهمك أغلب الأفلام والدراما الرومنسية إن لم تكن كلها. الغزل والرومانسة والإنجذاب والسهر والحديث الطويل الممتع الذى لا تمل منه فى “مرحلة الإنبهار” طبيعي، لأنك لا ترى عيوبًا، وهذا لا يعتبر حبًا.
أما الحب الحقيقي فهو مرورك بجميع مراحل العلاقة بنجاح، لأن هذا يعني أنك عرفت شخصًا، وأدركت عيوبه، وظللت مُصرًا على الحياة معه رغم كل شيء.
نظرة خاطئة:
نظرة البعض للزواج خاطئة من الأساس، البعض يبني فكرة الزواج على الانجذاب العاطفي فقط على اعتبار أنه الحب، وتكون الصدمة حين يتزوج أحدهم وفى ذهنه هذه الفكرة الخاطئة، حينها سيكون لسان حاله “يا ريتني ما تجوزت”، بل وسينعت كل من سولت له نفسه على الزواج بالجنون، وسينصحه بالعدول عن رأيه، لجهل منه بمفهوم الحب و مراحله التى ذكرناها.
2 Comments