وجدت العديد من الدراسات أنه يمكن أن تتسبب بعض مسكنات الألم التي تحتوي على المواد الأفيونية في فقدان السمع الدائم لدى الأشخاص الذين يسيئون استخدام هذه العقاقير المسكنة للألم.
قد دفع وجود عدد كبير من المرضى الذين يعانون من الصمم الدائم، علماء الأبحاث في معهد أبحاث الأذن الداخلية لإجراء دراسة على مجموعة من مسكنات الألم الهيدروكسيدية والأسيتامينوفين لتوضيح علاقتها بفقدان السمع، وكشف الدراسة أن تعاطي الهيدروكودون – اسيتامينوفين كان على الأرجح السبب الكامن وراء تلف السمع عند عدد كبير من المرضى
مسكنات الألم:
تتوفر في الصيدليات والمتاجر خيارات متعددة من مسكنات الألم، منها ما يتطلب روشتة طبية لصرفها ومنها ما لا يعتمد على ذلك، تتراوح شدة مفعول هذه المسكنات، وتختلف ايضا سرعة استجابة الجسم لها، ولذلك تختلف أعراضها واثارها الجانبية، و تتباين آراء الناس في تقبلهم لمسكنات، فمنهم من يقبل تناولها و منهم من يفضل تجنبها بسبب آثارها الجانبية الضارة.
يصف الاطباء مسكنات الألم بأنواعها حسب الألم الذي يعاني منه المريض، وتستخدم مسكنات الألم لمواجهة الألم العظام والالام الاسنان والالام الظهر، ومن مسكنات الالم المستخدمة الهيدروكودون، وهو شبه أفيوني شبه اصطناعي يدمج مع عقار الاسيتامينوفين كمسكن، ويستخدم على المدى القصير لتخفيف الألم، ولكن له العديد من الآثار الجانبية، لأنه يحتوي على عنصر الافيون الذي يسبب إدمانًا.
يقوم بعض المرضى في كثير من الأحيان بتجديد الوصفات الطبية والبدء في أخذ جرعات أعلى دون استشارة الطبيب، وعند هذه النقطة تصبح مستويات عقار الأسيتامينوفين في العقارات المسكنة للألم سامة مسببة للعديد من الآثار الضارة ومنها فقدان حاسة السمع.
مسكنات الألم وفقدان السمع:
على الرغم من أن نتائج الأبحاث في هذا المجال لا تزال أولية، إلا أن معهد هاوس إير كان قد نبه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إلى أنه بالإضافة إلى احتمالية أن تتسبب مواد الهيدروكودون والأسيتامينوفين في أضرار الكبد، فإن هذه المسكنات تحمل أيضًا مخاطر محتملة لفقدان السمع الدائم عند تعاطى جرعات عالية منها، وبالفعل قد استجابت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بدورها، وطالبت أن تتضمن أدوية الهيدروكودون والأسيتامينوفين تحذيرات إضافية تلصق على العبوة التي تباع في المتاجر والصيدليات.
على الرغم من التحذيرات من هذه الآثار الجانبية وغيرها، قد استمر تعاطي الهيدروكودون دون هوادة منذ أواخر التسعينات حتى اليوم، وبما أن مستوى الجرعة التي يمكن أن يحدث فيها تلف الكبد وفقدان السمع لا يزال مجهولاً، فإن العديد من الأشخاص يتعرضون لفقدان السمع بسبب تعاطى هذه المسكنات.
الا ان هناك بعض الناس قد تحولوا إلى أدوية بديلة أفيونية لا تحتوي على عقار الأسيتامينوفين لتجنب مخاطر هذا العقار، و لسوء الحظ، في حين أن هذا التكتيك قد يخفف من خطر بعض الآثار الجانبية الضارة، إلا أن مخاطر التأثيرات الأخرى، مثل مشاكل التنفس، وسمية الدواء والجرعة الزائدة التي تسبب الإدمان، تظل مرتفعة جدا.
الآثار الجانبية الخطيرة للمواد الافيونية:
يمكن لأي شخص أن يصبح مدمنًا على الأدوية الأفيونية، حتى عند تناولها بالجرعة التي يصفها الطبيب له، وذلك بسبب خصائصها الإدمانية.
يمكن أن تؤدي المواد الأفيونية إلى التبعية والإدمان في غضون أيام، وذلك يتوقف على كمية الجرعة، فإذا كانت الجرعة مرتفعة (أكثر من 20 إلى 30 MME)، يمكن أن يسبب لك مسكن الألم أعراض الانسحاب والرغبة الشديدة في الدواء في غضون خمسة إلى سبعة أيام بعد بدء تناول الحبوب.
كيفية تجنب الآثار الجانبية الضارة لمسكنات الألم:
لتجنب الوقوع في هذا الفخ، إليك بعض الأمور التي يجب مناقشتها مع طبيبك عندما يصف لك الدواء المسكن للألم:
- طلب مسكن بديل للمسكنات الافيونية التي تسبب الادمان، ولعل بعض الخيارات تشمل المسكنات غير الأفيونية، والأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، والتخدير الموضعي، وبعض مضادات الاكتئاب، وقد تحتاج إلى سؤال طبيب الصحة لتحديد البدائل التي يغطيها التأمين الصحى الخاص بك.
- يمكنك ايضا ان تطلب من الطبيب النفسي خطة متكاملة للتغلب على الألم الذي تشعر به دون استخدام مسكنات الألم، وقد تشمل الخطة وسائل العلاج الطبيعي، و تقنيات التامل واليوجا والاسترخاء، وقد تشمل أيضا استخدام الإبر الصينية لتخفيف الالم.
- إذا لم يكن هناك بديل لحالتك عن استخدام الدواء الافيونى، اطلب أقل جرعة فعالة ودورة علاج قصيرة الأمد (على سبيل المثال، خمسة إلى سبعة أيام)، واتبع إرشادات الجرعات التي يصفها لك الطبيب، وتذكر أنه من المهم أن تقوم بالتخلص من أي وصفات أفيونية غير مستخدمة بشكل صحيح للحفاظ على سلامة أفراد الأسرة الآخرين.
0 Comments