كيف تكتشف إصابتك باضطراب الشخصية الوسواسية؟
اضطراب الشخصية الوسواسية ينطوي على الانشغال الدائم بالانتظام والكمال والسيطرة العقلية والشخصية، على حساب المرونة والانفتاح والكفاءة، ويعاني الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب صعوبة تحديد المهام التي لها الأولوية أو الطريقة الأفضل للقيام بمهمة معينة.
أصحاب اضطراب الشخصية الوسواسية عرضة للإزعاج أو الغضب في الحالات التي لا يستطيعون فيها السيطرة على بيئتهم البدنية أو الشخصية، على الرغم من أن الغضب لا يتم التعبير عنه بشكل مباشر.
والأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب عادة ما يعبرون عن عاطفتهم بطريقة شديدة التحكم أو متقنة وقد يكونون غير مرتاحين في وجود الآخرين، وتأخذ علاقاتهم اليومية الصفة الرسمية.
أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية:
إتباع القواعد غير المنطقية:
يتبع الناس قواعد معينة من أجل إنجاز الأمور، لكن الأشخاص الذين لديهم اضطراب الشخصية الوسواسية لديهم قواعد يتبعونها حتى عندما لا يكون الأمر منطقيًا، ثم يبدأون في الشعور بأنهم مقيدين بقواعدهم التي يفرضونها بأنفسهم، لكنهم لا يستطيعون التخلص منها.
اضطراب تناول الأكل:
هناك تداخل كبير بين اضطراب الشخصية الوسواسية واضطرابات الأكل، حيث يمكن للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الوسواسية أن يتمتعوا بتحكم ذاتي مذهل وقدرة رائعة على تأخير تناول الطعام.
فقدان القدرة على المرح:
عندما يخطط المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية للاستمتاع سرعان ما يتحول تفكيرهم إلى كيفية الحفاظ على القواعد ووضع الكثير من التعقيدات وبالتالي يفقدون القدرة على المرح.
السعي للكمال:
يتبع الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية القواعد حتى لو كانت تؤدي لنتائج عكسية، فهم مثلًا يبذلون قصارى جهدهم لتحسين عملهم من أجل أن يصبحوا موظفين مثاليين، لكنهم يفتقدون اللمسات الأخيرة مما يضر عملهم، فهم يكونون مثاليين لدرجة أنهم لا يستطيعون إكمال المهمة.
عدم الاهتمام بوجهة نظر الآخرين:
يمكن للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الوسواسية أن يكونوا صارمين في وجهات نظرهم، وغالبا لا ينظرون إلى الأشخاص الذين لا يتفقون معهم أو يأخذون برأيهم.
صعوبة تفويض المهام:
يجد أصحاب اضطراب الشخصية الوسواسية صعوبة في تفويض المهام لأنهم يحتاجون إلى إنجاز الأشياء بأنفسهم، ويميلون للعند والمكابرة.
أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية:
لا يعرف الباحثون حتى اليوم ما الذي يسبب اضطراب الشخصية الوسواسية، ومع ذلك فأن هناك العديد من النظريات حول الأسباب المحتملة، والتي ترجع على الأرجح إلى العوامل البيولوجية والجينية والعوامل الاجتماعية (مثل كيف يتفاعل الشخص في نموه المبكر مع أسرته وأصدقائه وأطفال آخرين)، والعوامل النفسية (شخصية الفرد ومزاجه تتشكل من خلال البيئة وتعلم مهارات التعامل مع الإجهاد)، وهذا يدل على أنه لا يوجد عامل واحد مسؤول عن الإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية، ولكن الأبحاث أكدت على حقيقة خطيرة جدًا وهي أن هناك احتمالية لأن يمرر الشخص المصاب باضطراب الشخصية الوسواسية لأطفاله.
علاج اضطراب الشخصية الوسواسية:
كثير من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لا يبحثون عن العلاج، وعادة لا يسعى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الشخصية إلى العلاج حتى يبدأ الاضطراب بالتدخل بشكل كبير أو يؤثر على حياة الشخص.
عادة ما يتضمن علاج اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية شقين أولهما العلاج النفسي على المدى الطويل مع معالج لديه خبرة في علاج هذا النوع من اضطراب الشخصية، والدوائي وفيه يصف الطبيب الأدوية للمساعدة في التخلص من أعراض القلق والتعب.