أهمية التفاؤل في علاج الإدمان
"التشاؤم يؤدي إلى الضعف والتفاؤل يقود الى الأمل والشفاء"، تتداول هذه المقولة على لسان الأطباء النفسيون دائما لبث الامل في نفوس المرضى وحسهم على التفاؤل، وكما يقول العامة ايضا ان الفرق بين التفاؤل والتشاؤم كالفرق بين النور والظلام.
هل أنت متفائل أم متشائم؟
قد يكون ذلك سؤالا محيرا بالنسبة للعديد من البشر، وفي الواقع لا يمكن حسم هذا الأمر بشكل نهائي، ولكن هناك بعض العادات التي تشير إلى أنك قد تكون متشائمًا، ومنها ما يلي:
- تتخيل السيناريو الأسوأ، مثل "أعرف أنني سأفشل في هذا الاختبار".
- تتساءل لماذا يريد أي شخص قضاء بعض الوقت معك.
- تشتكي غالبًا من الأشياء التي ليس لك سيطرة عليها، مثل حركة المرور والطقس.
- تفكر في الماضي دائما.
- تشتكى من الوزن الثقيل أو الوزن القليل.
- أنت تؤمن بأن تاريخك هو مصيرك وليس لك دور فيه.
- تلاحظ أن الناس من حولك يبدون سعداء ولكنهم بائسون.
- أنت تعتقد أن توقع ما يمكن أن يحدث يجعلك مستعدًا بشكل أفضل.
على النقيض من ذلك، يشير ما يلي إلى أنك أكثر تفاؤلاً:
- تجد نفسك تبتسم في كل صباح.
- تذكر نفسك عندما تبدو الظروف غير مشجعة وتقول لها "ستشرق الشمس غدًا".
- تتشارك الأخبار الجيدة مع الآخرين.
- أنت تجذب الناس الإيجابيين لك وتحب العيش بجانبهم.
- تجد أن الآخرين ينجذبون إلى حماسك.
- تبحث عن حلول وتحل المشاكل المعقدة.
الإجابة على السؤال السابق، هل أنا متفائل ام متشائم؟، هو امر هام جدا للتعرف على ذاتك الداخلية وعلاج المشكلة إذا كنت قد وقعت فيها بالفعل، وكما قال ألبرت أينشتاين، "لا يمكننا حل المشاكل باستخدام نفس نوع التفكير الذي استخدمناه عندما أنشأناها".
يمكنك أن تتخيل ارتداء النظارات الطبية مع وجود اللطخات على العدسات الموجودة بها، تجد نفسك ترى العالم من حولك ولكنه في نفس الوقت يبدو مشوشًا ومشوّهًا الى حد كبير، اما اذا قمت بتنظيف النظارات، فسترى بشكل افضل واوضح، وهذا هو أفضل مثال للمقارنة بين التفاؤل والتشاؤم.
العلاج بالطاقة الإيجابية والتفاؤل:
- أفادت دراسة حديثة بأن الأشخاص المتفائلين الذين يتمتعون بنظرة إيجابية للمستقبل أقل عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
- الدراسة أجراها باحثون بجامعة إلينوي الأمريكية، ونشروا نتائجها في دورية BMJ OPEN العلمية.
- وكشف العلاقة بين التفاؤل وصحة القلب، راقب الباحثون أكثر من 4900 شخص، من أصل لاتيني وإسباني، يعيشون في الولايات المتحدة.
- وتم تقييم صحة القلب والأوعية الدموية للمشاركين باستخدام مقاييس جمعية القلب الأمريكية، التي تشمل ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ومستويات السكر في الدم، ومستويات الكوليسترول في الدم، ومقدار الغذاء يوميًا، والنشاط البدني، وإدمان التبغ.
- فيما قام الباحثون بقياس مستوى التفاؤل؛ باختبار يتطلب الإجابة عن عدد من الأسئلة التي تتطلب إجابات مثل «عادةً ما أتوقع الأفضل»، تراوحت درجات الاختبار بين 6 درجات «الأقل تفاؤلاً» و30 درجة «الأكثر تفاؤلاً».
- ووجد الباحثون أن كل نقطة إضافية حققها المشاركون في اختبار التفاؤل، ارتبطت مع انخفاض بنسبة 3% لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- كما وجد الباحثون أن المشاركين الذين يتمتعون بأعلى مستويات التفاؤل يميلون أيضًا لأن يكونوا أكبر سنًا أو متزوجين أو يعيشون مع شريك وأحسن تعليمًا وأكثر ثراءً.
لعل تعلم مهارات القيادة هي إحدى الأشياء التي تلعب دورًا بارزًا في الشعور بالمشاعر الايجابية، فعندما يشعر الناس كما لو كانوا قادرين على تحمل المسؤولية والتحدي فمن المرجح أن ينجحوا في الشعور بالتفاؤل.
التعافي من الإدمان والتفاؤل:
يفكر الناس بالاشياء الايجابية عندما يشعرون أن الحياة لها معنى وانهم قادرين على تحمل المسؤولية وتغيير انفسهم الى الافضل، فعندما ينتقل الناس إلى مرحلة الشفاء، فإنهم غالبا ما يكتشفون - أو يعيدون اكتشاف - قدراتهم على التكيف وتحمل المسؤوليات، فقد وجدوا أنه بإمكانهم التخلص من المواقف والسلوكيات الضارة، وينظرون الى ما فعلوه في الماضي على أنه لم يكن مجديًا لهم.
التفاؤل كمرحلة من مراحل العلاج من أي داء:
- وجدت الأبحاث أن تواجد مشاعر التفاؤل لدى المريض عند التعامل مع أي مرض يعاني منه المريض، هي في حقيقة الأمر المساعد الرئيسي للعلاج وهي الخطوة الاولى في العلاج من اي مرض، فاذا كان المريض مفعم بمشاعر الحيوية والتفاؤل والامل، تكون فرصته في العلاج أكبر بكثير، والإدمان مثله مثل اي مرض اخر، أولى خطوات علاجه هو الإرادة القوية والعزيمة والتفاؤل والأمل.
- حيث أن أي خطة لعلاج الإدمان تتطلب التفاؤل بنجاح العلاج وإتمامه بسلام دون أي مضاعفات، في حين ينبغي أن تراعي الطبيعة الإنسانية للمدمن وخلفياته النفسية المتنوعة من أجل العمل بشكل متوازٍ على جميع مصادر الخلل في شخصية المدمن، وفي الوقت ذاته، لا يمكن اعتبار علاج الإدمان أنه مجرد دواء يتم وصفه بناء على نوع المخدر الذي يدمن المريض؛ ولكنه أيضا يتضمن مشاعر التفاؤل والإيمان بأهمية الأمل والإرادة القوية فى علاج الإدمان.
- يعد وجود التفاؤل شرط حقيقي لإتمام مشوار العلاج من الإدمان حتى نهايته، حيث ينبغي أن يفهم المدمن من اليوم الأول أن حفاظه على الارادة وتنمية مشاعر التفاؤل والإيمان بالخطة الموضوعة للعلاج وبرنامج العلاج من أول يوم وحتى آخر يوم هو أمر لا غنى عنه لنجاح العلاج.
تنمية مشاعر التفاؤل عبر العلاج السلوكى للمدمن:
في أغلب خطط علاج الإدمان المختلفة تكون جلسات العلاج النفسي والسلوكي ركن أساسي ولا يمكن الاستغناء عنه، وتهتم مستشفى الامل لعلاج الادمان بهذا النوع من العلاج، ويساعد ذلك العلاج في تغيير نمط حياة المريض وتغييره إلى الأفضل، وتعديل السلوكيات السلبية بالسلوكيات الايجابية، لذا لا يجب أن ينظر المدمن لهذا الجزء من العلاج على أنه يعني شيء سلبي، ويتضمن هذا الجزء من علاج الإدمان محاولة الأطباء النفسيون تنمية مشاعر التفاؤل لدى المدمن وجعله يؤمن بنجاح العلاج ويتفاءل بالخير في حياته بعد التعافي.