إنكار الإدمان: 3 أسئلة اطرحها على نفسك - كيف تميز الشخص المدمن؟

إنكار الإدمان: 3 أسئلة اطرحها على نفسك - كيف تميز الشخص المدمن؟

بعض الناس بارعون، ويستطيعون  إخفاء إدمانهم عن كل من حولهم وعن العالم كله وحتى انهم لا يواجهون أنفسهم بحقيقة إدمانهم، لكن هذا لا يعني أنه ليس حقيقياً... ولا يعني أنه لا يوجد أي تأثير واضح على سلوك المدمن، ولكن إنكار وجود مشكلة الإدمان هي آلية الدفاع عن النفس المتوقعة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل تعاطي المخدرات، في إطار ذلك نلقي الضوء هنا على موضوع إخفاء الإدمان، حيث أنه في حين أصبح جميع أفراد يعملون لكسب العيش في الخارج، يمكن للإدمان المخفي أن يأكل كل شيء جميل موجود في  الداخل. 

كيف تميز الشخص المدمن؟

تعني كلمة "مدمن" الاعتمادً على مادة معينة أو شيء معين جسدياً وعقلياً، والتي تقترن بعدم القدرة على التوقف عن تناولها دون تكبد آثار ضارة وحادة، ويبدو ذلك مفهوما، لكن كيف تقيس الإدمان، وكيف تتأكد من أن شخص ما يعاني من مرض الإدمان؟ وكيف تقيس الآثار الضارة؟، وبالتالي فإن مسألة تحديد وفهم ما هو شكل الإدمان وما الذي يميز الشخص المدمن هي مسألة صعبة للغاية، خاصة بالنسبة لأصدقاء وعائلة الشخص "المدمن".

بالنسبة لمعظمنا فإننا نعتقد أن ما يميز الشخص المدمن هو السلوك غير الطبيعي والاهمال في المظهر الخارجي والتعثر في الكلام وعدم القدرة على التفكير السليم.
ولكن ماذا عن الغالبية العظمى من الناس الذين يعانون من مشاكل الإدمان وهم مستمرون في أعمالهم، ويحافظون  ايضا على مظهر الحياة الطبيعية، فهم جيدون جدا في إخفاء اعتمادهم على المخدرات أو الكحول؟
فكر مثلا في نجوم الروك الذين يموتون جراء تناول جرعات زائدة من المخدرات، مشكلتهم تبدو واضحة، ولكن ماذا عن نجم الروك الذي يستمر في الاعتماد على المخدرات أو الكحول لمدة عشرين أو ثلاثين أو أربعين سنة قبل أن يحتاج إلى المساعدة، ويخفي ذلك عن الجميع، هل كان هذا الشخص الثاني غير مدمن حتى اللحظة التي احتاج  فيها في النهاية إلى مساعدة، أم أنهم كانوا أفضل في إدارة اعتمادهم على المخدرات وإخفاء ذلك كل تلك السنوات؟

كيفية تقييم الإدمان بوجه عام:

بالنسبة لعائلة المدمن، يمكن أن يكون فهم "المشكلة" في المنزل صعباً للغاية، لأن "المشكلة" ليست واضحة الى حد ما، يمكن أن يجعلك ذلك تشعر بأنك مجنون، لأنك لا تستطيع تحديد المشكلة للتفكير والبدء في حلها.

3 أسئلة هامة لتقييم الشخص المشكوك به:

إذن كيف تعرف إذا كانت هناك مشكلة في الإدمان أو شرب الكحول عند احد افراد الاسرة؟
يمكن أن تساعدك هذه الأسئلة على فهم الموقف بشكل أفضل، والسماح لك بالحصول على الدعم حتى إذا لم يكن الشخص الذي يدمن المخدرات نفسه جاهزًا لتلقي المساعدة:

1. كم مرة يلجأ الفرد الى المخدرات أو الشراب؟

هل من الضروري أن يتناول "كأس من النبيذ" مع العشاء كل ليلة وهل يتناول  زجاجة واحدة أم أنه يشرب دائمًا اثنين أو ثلاثة أو أكثر؟ وكدليل، تم تعريف أنماط الشرب الصحية من قبل المتخصصين، حيث انه يُعرّف الاعتدال في الشرب بأنه لا يزيد عن مشروب واحد يوميًا للنساء ولا يزيد عن مشروبين يوميًا بالنسبة للرجال، في حين يتم تعريف الشرب الثقيل بأنها تستهلك 8 مشروبات أو أكثر في الأسبوع (للنساء) و 15 مشروبًا أو أكثر في الأسبوع (للرجال).

قاعدة عامة، في أي وقت يستعمل شخص ما عقاقير تستلزم وصفة طبية دون اللجوء الى استشارة طبيب، فهذا سبب كافي  يدعو الى القلق، واعلم عزيزي القاريء إن تناول عقاقير Rx في كثير من الأحيان، بكميات أعلى، أو بطرق أخرى غير الموصوفة هي علامات تعاطي المخدرات. 
يذكر ايضا انه مع توافر هذا العدد الهائل من الأدوية في السوق التي تسبب الإدمان، فمن الضروري أن تكن الدولة على دراية بذلك وتتجه اتجاه حاسم نحو الحد من انتشار هذه الادوية،  فكر في المرأة التي كانت في سن الخامسة والستين تتناول أدوية السعال مع الكوديين كل ليلة لمدة عشرين سنة، أو الرجل البالغ من العمر خمسة وثلاثين عامًا الذي لم يتوقف أبدًا عن تناول المنشطات الخاصة به والتي تم إعطائها له عندما كان مراهق.

2. هل يشربون أو يتعاطون المخدرات لإحداث نتيجة فعالة؟

هل يحتاج هذا الشخص الى شرب الكحول أو تعاطي أي نوع من انواع المواد المخدرة حتى يستطيع ان يستمر في العمل أو المذاكرة أو القيام بواجبه بشكل عام؟، هل يلجأ هذا الشخص الى هذه المواد للشعور بالنشوة والسعادة المفقودة في حياته؟.

3. ما مدى أهمية ذلك؟

ماذا يحدث عندما لا يتمكن المدمن من التعاطي؟ إذا لم يكن هناك نبيذ في المنزل مع العشاء، هل يصبح  عشاء معقد بينما يذهب شخص للحصول على النبيذ؟ إذا كانت الزجاجة فارغة ماذا يحدث؟ هل هناك تغيير في المزاج أو شعور بالذعر أو الغضب؟ هل من المهم التأكد من أن هناك دائما إمدادات متاحة لأي شيء يتم استخدامه؟

إخفاء الإدمان هو السم الخفي:

والحقيقة هي أن هناك العديد من المدمنين أكثر تخفيا حول العالم ولا يمكن ان تكتشفهم من الصورة النمطية لشخص ما يعاني من مشكلة تعاطي المخدرات، لأن المشكلة لم تصل إلى نقطة الأزمة، تكون لدينا صعوبة في تحديد ما هي المشكلة بالضبط، ولكن الإدمان الخفي هذا يمكن أن يكون سمًا بطيئًا بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون حول الشخص المدمن، لانه مخفي، صامت، وفي كثير من الأحيان غير معالَج، ولا سبيل لمعالجته إلا بعد كشفه ومعرفة أسبابه ودراسة حالة المدمن بشكل صحيح.

كيف تساعد المدمن:

إذا كنت تشعر بأن أحد أفراد أسرتك يعتمد على المخدرات أو الكحول، فيمكنك محاولة معالجة مخاوفك معهم، إذا لم يكونوا مستعدين لسماع ذلك، أو ببساطة لا يوافقوا على أنه توجد مشكلة لديهم، فهذا يعني أن عليك التركيز على الاهتمام بنفسك، احصل على الدعم الذي تحتاجه للتعامل مع حقيقة الموقف، وتأكد من أن لديك الأدوات التي تحتاجها للبقاء آمنًا وعاقلًا ومهتمًا جيدًا بغض النظر عما قد يفعله الأشخاص من حولك! بعض الأشخاص الذين يمكنك التواصل معهم للحصول على المساعدة يشملون:

  • علماء النفس.
  • أخصائي الإدمان (MD).
  • طبيب عائلتك.
  • مجتمع موثوق به.
  • أو قائد ديني تثق به.

اترك رد