اضطراب الانفصام في الشخصية وعلاقته بالإدمان

اضطراب الانفصام في الشخصية وعلاقته بالإدمان

هل يعانى بعض المدمنين من اضطرابات الانفصام، وهل العكس صحيح؟

 

الإجابة المختصرة هي: نعم، يمكن أن يعاني بعض المدمنين من اضطرابات نفسية مثل اضطراب تعدد الشخصية او الانفصام (M.P.D)، وهناك ايضا بعض المصابين بالانفصام في الشخصية الذين يقعون في فخ الإدمان للهروب من واقع مرضهم.

يشير معنى انفصام الشخصية او اضطراب التعدد فى الشخصية الى اضطراب عقلي شديد و مزمن، يؤثر على سلوك و تفكير الشخص المصاب و ادراكه لما يدور حوله ايضا، بالاضافة الى ذلك، تحدث للمريض في العادة أعراض 'ذهانية' (psychotic symptoms)، على سبيل المثال، يمكن للمريض سماع الأصوات غير موجودة أو التوهم بحدوث أشياء غير واقعية.
وقد اصبح مرض الفصام من الأمراض العقلية المنتشرة نسبياً، اذ انه تقدر احصائيات منظمة الصحة العالمية وجود أكثر من 21 مليون مصاب بهذا المرض العقلي حول العالم.
في إطار ما سبق، نحاول أن نجد تفسير مقنع لإدمان بعض المصابين بالانفصام في الشخصية، وايضا اصابة نسبة كبيرة من المدمنين بمرض الانفصام في الشخصية.

 

العلاقة بين الانفصام في الشخصية وتعاطي المخدرات:

أن مريض الانفصام  مثله مثل مريض الاضطراب ثنائي القطب، واضطراب نقص الانتباه الشديد، وأي نوع من أنواع الاضطرابات النفسية، التي تعمل على تدهور الحالة النفسية للفرد وجعله غير سوى، لذلك تعد هذه الأمراض النفسية ممر يمكن أن يعبر منه المرضى إلى الإدمان.
وذلك يرجع إلى أن أعراض الفصام تجعل المريض يعيش حياة غير طبيعية أي أنه يعيش في اضطراب وقلق بشكل دائم، وقد تظهر عليه ايضا بعض التصرفات الغريبة، بل تمتد أعراض الفصام أن يظهر المريض بعض التصرفات التي تبدو مرعبة للعديد من الأشخاص ممن حوله مما يجعل الشخص المريض يشعر بأنه غريب في مجتمعه  فيجد نفسه يهرب ممن حولة ويهرب من الواقع ويحاول إيجاد البديل الذي يشغل أوقات فراغه ويساعده على الهروب من الواقع، فيكون ذلك البديل في الكثير من الحالات هو تعاطى المخدرات والإدمان عليها.
 
 

هل يصاب المدمن بالانفصام، ولماذا؟

يواجه مدمنى المخدرات خطر الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية والعقلية فى طريق إدمانه للمخدرات، ومن بين الأمراض النفسية التى قد تصيب مدمن المخدرات هو مرض الانفصام فى الشخصية، ويحدث ذلك فى الحالات الشديدة للإدمان، حين يكون المدمن على المخدرات ناكراً  لواقعه ومجتمعه وشخصيته ولا يعترف بأى شيء حوله، فتجده يهرب من كل شيء حتى انه يحاول دائماً الهروب من ذاته والتنكر لها، هذا يفسر إصابة بعض مدمنى المواد المخدرة بمرض الانفصام فى الشخصية.
 
 

المشاكل التي يواجهها مريض الانفصام:

يواجه مريض الانفصام الكثير من الأعراض التي توصف من قبل الخبراء بأنها معقدة، منها حدوث تغير في شخصية المريض، وقدراته، مع امكانية إظهار المريض بعض التصرفات الغريبة التي لا تناسب الواقع، ومن المشكلات التي يواجهها مريض الانفصام ما يلي:

  1. مشاكل الذاكرة، قد يواجه المريض بالانفصام فجوات متكررة في الذاكرة، اى انه من الممكن أن يشعر بوجود فقرات فارغة من حياته، سواء في الماضي أو الحاضر، فقد لا يستطيع المريض تذكر جزء كامل من اليوم.
  2. يواجه مرضى انفصام الشخصية العديد من الصعوبات في حياتهم اليومية الاجتماعية والعملية أيضا، من هذه الصعوبات العزلة الاجتماعية التي قد ترجع الى الوصمات الاجتماعية، حيث يتوجب عليهم الشرح والدفاع عن نفسهم امام مجتمع تنتشر به العديد من الخرافات حول هذا المرض وهو مرض الانفصام فى الشخصية.
  3. الخلل فى التفكير، ويحدث ذلك للمصاب بالانفصام نتيجة حدوث تهيأت وشكوك عند دخول مكان ما أنه غير آمن، أو أنني سأترك العمل، أو أن شخصًا ما سيؤذيني، الشخص الفصامي تزيد عليه علامات الشك في كل شيء وينتابه دائما شعور بأنه غير مرغوب به فى المجتمع.

 
 
يذكر أنه تتم معالجة مرضى الانفصام في مؤسسات الصحة المتخصصة في العلاج النفسي، بواسطة  العديد من الوسائل، منها استخدام الأدوية، والعلاج النفسي وإعادة التأهيل.

 

صعوبة علاج الادمان مع وجود الانفصام:

ليس هناك شك في أن الشخص الذي يعاني من الانفصام في الشخصية بالاضافة الى الادمان، يحتاج إلى اهتمام أكبر لحل هذه المشكلات والتغلب عليها، هذا الأمر صعب، ولكنه ليس مستحيل، لانه بوجود المشورة والخبرة ليس هناك أمر مستحيل، وذلك بالطبع من خلال تقديم الأسرة والمجتمع يد العون والمساعدة لمريض الفصام، لأجل مساعدته والاخذ بيده حتى يستقر على أفضل الطرق التي تساعده على التخفيف من الألم الذي يشعر به والعلاج من الفصام والإدمان ايضا.

اترك رد