العلاقة بين اضطرابات النوم و ادمان المخدرات

العلاقة بين اضطرابات النوم و ادمان المخدرات

أحد أهم المشاكل التي تواجه المراهقين خلال فترة تعاطيهم المخدرات هي الإرهاق، وعدم قدرتهم على النوم.
أحد أهم الأعراض الانسحابية في حال رغبتهم التعافي من المخدرات هي عدم حصولهم على القسط الكافي من النوم، الاستيقاظ لفترات طويلة من الليل، تلك كلها مؤشرات عن تعاطي المراهق لأحد المخدرات أو الحبوب المنشطة الأجهزة التكنولوجية الحديثة كالمحمول، والكمبيوتر ربما ساهمت في تقليل عدد ساعات النوم لدى المراهقين.

لكن كيف يميز أولياء الأمور بين أبناءهم الذين يتعاطون المخدرات و يسهرون لفترة طويلة أثناء الليل،  وبين هؤلاء الذين يقفون أمام وسائل التواصل الاجتماعي بغرض التسلية والحصول على وقت ممتع.
التعرض الى الانبعاثات الضوئية المتكررة من تلك الأجهزة يؤدي إلي مشاكل في النوم وعدم القدرة على التركيز أثناء النهار وغيرها من المشاكل التي تتسبب في التحصيل الدراسي.
بالتأكيد جميع هذه الأمور إدمان،  ربما إدمان الوسائل الاجتماعية يعتبر أخف وطأة من إدمان المخدرات.

في هذا المقال سوف نحاول أن نسلط الضوء على العلاقة التي تربط بين تعاطي المخدرات واضطرابات النوم، كما سنقدم مجموعه من النصائح التي يمكن لأولياء الأمور أن يضعوها في الاعتبار لكي يعرفوا هل اضطرابات النوم هي نتيجة تعاطى مخدرات أم أن هناك أمر ما يجهلونه.
 

 

العلاقة بين اضطرابات النوم وادمان المخدرات:

في الواقع هناك العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أن المواد المخدرة تساعد على النوم بشكل كبير، ومن الأخطاء الشائعة التي تنتشر بين الأفراد أن تناول الكحوليات والمخدرات يمكن أن تسبب النعاس و تهدئة الأعصاب.
للأسف فإن هناك الكثير من المتعاطين الذين يعتقدون أنهم لا يستطيعون الدخول في النوم العميق إلا بعد تناول كأس أو اثنان من الكحوليات كل هذه الأمور هي أمور خاطئه ولا أساس لها من الناحية العلمية لكن تم إجراء العديد من الأبحاث والدراسات التي توصلت إلي أن الكحول ربما يساعد على النوم لفترة قصيرة جدا، ثم بعدها يستيقظ الشخص ولا يستطيع أن يعود إلى النوم مما يضطره إلى تناول الحبوب المهدئة والمنومة حتى يستطيع أن ينام مرة اخرى.
 

 

هل قلة النوم تؤدي إلى الإدمان؟

في أحدث الدراسات التي قامت بها الجامعة الأمريكية توصلت إلي أن المعدل المناسب لنوم المراهق والحصول على القسط الكافي هو عشر ساعات.
في حالة إذا ما كان المراهق ينام أقل من أربع ساعات يوميا فإنه من المتوقع أن يواجه مجموعة من الاضطرابات الجسدية والنفسية الخطيرة، والتي على اثرها يضطر لإدمان الكحوليات او التدخين أو المواد المخدرة للتخلص من الضغط النفسي.
الموضوع أيضا يرتبط بالأجهزة والهواتف النقالة حيث أجرى العلماء بحث على 125 ألف طفل في الجامعة الملكية بلندن.
تراوحت أعمارهم ما بين 6 إلى 19 سنة.
توصلوا من تلك الدراسة إلي أن مشاهدة الطفل للهواتف الذكية والحواسب قبل النوم مباشرة يؤدي إلي وجود مشاكل صحيه خطيره من بينها عدم القدرة على النوم مباشره بالإضافة إلي انخفاض الأنشطة الدماغية التي يحتاجها الطفل للنمو السليم.

 

هل يمكن الوقاية من إدمان المخدرات من خلال النوم؟

بالطبع فإن النوم يعتبر أحد العوامل الأساسية التي تساهم بشكل مباشر في حماية المراهقين من إدمان المخدرات في احدى الدراسات التي قام بها الباحثون في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية ما بين عامي 1994 و2002.
توصلوا إلي مجموعة من النتائج الهامة من خلال معرفة ما إذا كان اضطراب النوم او قلته يرتبط بإدمان المخدرات من عدمه توصلت تلك الدراسات أيضا إلي أن معاناة المراهق من مشكلات النوم مرة واحدة في الأسبوع على المدى البعيد يمكن أن يساهم في إدمان شرب الكحوليات، أو إدمان المخدرات كلما زادت ضربات النوم ومشكلاته كلما كان الأمر وثيقا ما بين الإدمان وتلك الاضطرابات أي أنه كلما قل متوسط عدد ساعات النوم للمراهقين كلما كان تعرضهم لتلك المشكلات كبيرا.
كما توصلت تلك النتائج إلي أن النوم لمدة ساعة إضافية واحدة بعد الوقاية سوف يقلل من احتمالية تناول الكحوليات.
 
 

بعض النصائح التي تساعد أولياء الأمور في علاج اضطرابات النوم المتعلقة بأبنائهم:

ينبغي أن نشير إلي الحقيقة الهامة هو أن الأرق وقلة النوم في الغالب يشير إلي وجود خلل ما لدي المراهق فضلا عن وجود بعض الاضطرابات الصحية الخاصة بهن.
لذلك سوف نقدم بعض من تلك النصائح التي تساعد أولياء الأمور في علاج اضطرابات نومهم ومنها:

 

مراقبة  طرق النوم المختلفة بالنسبة إلى الأطفال وأنماطها:

يجب على الآباء أن يكونوا في ملاحظة مستمرة بالنسبة إلي نوم المراهقين، للتأكد من حصولهم على القسط الكافي والذي يتراوح ما بين 8 إلي 10 ساعات يوميا، ومعرفة ما هي أفضل المواعيد المفضلة لدى الأطفال بصفة مستمرة.
 

معرفة ما هي الأسباب و العقبات التي تحول دون حصول المراهقين على النوم الجيد:

ربما يكون هناك بعض الأسباب التي تمنع المراهقين من الحصول على القسط الكافي مثل عدم نظافة الغرفة، أو وجود بعض الحشرات.
التعرض إلي الإضاءة الشديدة أثناء فترة النوم كلها عوامل من شأنها أن تجعل المراهق لا يحصل على النوم المنتظم الكافي.
 

التحدث مع المراهقين عن أهمية النوم:

يمكن التحدث مع المراهقين عن أهمية النوم وكيف أنه ضروري لنمو الدماغ فضلا عن مدى تأثيره المباشر على ضبط النفس، والسلوكيات المختلفة.

 

إعداد جدول منتظم للأنشطة المختلفة التي يقوم بها المراهق:

يمكن للوالدين مساعدة المراهقين في الحفاظ على جدول نومهم المنتظم ومعرفة ما هي الأنشطة التي يقومون بها قبل النوم مباشره فمثلا عدم وجود ألعاب فيديو أو وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم مباشره من شأنه أن يساعد على النوم الجيد والعميق.
 
تلك كانت مقالة عن العلاقة التي تربط بين النوم وإدمان المراهقين من خلال أحدث الدراسات العالمية.

اترك رد