اهمية التأهيل النفسى للمدمن - علاج ادمان المخدرات

اهمية التأهيل النفسى للمدمن - علاج ادمان المخدرات

تُعتبر مرحلة التأهيل النفسي للمُدمن أهم المراحل التي يجب أخذها في الإعتبار، والتي من دونها من الجائز أن ينتكس المُدمن يعود مرة أخري إلي الإدمان وذلك فإن أهمية التأهيل النفسي تُعد بمثابة حياة أخرى وبدونها يُعتبر مشوار علاج الادمان لاغي وليس له أي إعتبار، وفي هذا التقرير سوف نتحدث عن التأهيل النفسي وأهمية التأهيل النفسي القصوى بالنسبة للمُدمن مراحل علاج الإدمان.

 

ما هو التأهيل النفسي؟

هو عبارة عن تأهيل المُدمن من خلال دراسة شخصية جيدة ، معرفة جميع جوانب القوة والضعف في الشخصية، ودراسة كاملة عن سمات الشخصية وخصائصها، وذلك عن طريق مجموعة من الخطوات الأساسية منها:

  1. مُحاولة دراسة الخصائص التي يتمتع بها شخصية المُدمن.
  2. معرفة كافة الإحتياجات الخاصة النفسية الخاصة بالمُدمن من أهم خطوات التأهيل النفسي.
  3. دراسة جميع الأمراض النفسية التي يعاني منها المُدمن خطوة مهمة جدا في التأهيل النفسي.
  4. القضاء بشكل نهائي على الصراع الداخلي الذي يُعاني منه المُدمن.
  5. عمل بحث نفسي شامل للمُدمن.
  6. معرفة مدى التوافق النفسي للمُدمن.

 

دور الأخصائي النفسي في التأهيل النفسي للمُدمن :

  1. إجراء إختبارات ذكاء للمُدمن.
  2. القيام بمجموعة إختبارات شخصية لمُدمن المُخدرات.
  3. القيام بمجموعة إختبارات نفسية مرضية للمُدمن مثل "إختبار الإكتئاب وإختبار القلق" وغيره.
  4. عمل مجموعة الإختبارات الخاصة بحالات الادمان.
  5. مجموعة من الجلسات الخاصة بالعلاج النفسي الفردي والجماعي مهمة جدا في التأهيل النفسي للمُدمن.

أما التأهيل الإجتماعي للمُدمن هو التحسين الإجتماعي والذي يشتمل على تحسين وتصحيح بعض الظروف المُحيطة بالمُدمن والتي تُعيقه من التواصل بالمُجتمع الخارجي وإعداده للحياة الطبيعية مرة أخرى.

 

رأي الطب النفسي في التأهيل النفسي:

أكد إستشارة الطب النفسي الدكتور عماد شكري سليمان، أن التأهيل النفسي للمُدمن يُعتبر أهم مراحل علاج الادمان وأن العلاج النفسي للمُدمن من المفترض أن يكون ُتكامل بشكل كبير، وهذا العلاج ينقسم إلى 3 أجزاء هامة، وهم الجزء الدوائي والسيكولوجي والاجتماعي، وبالنسبة للسيكولوجي فيعتمد على مجموعة الجلسات الكلامية الفردية أو حتى الجماعية، أما العلاج الإجتماعي يكون عبارة عن التأهيل الأسري وذلك لتمهيد البيئة الإجتماعية التي يعيش فيها المُدمن.
 
وأضاف الطبيب النفسي في بعض تصريحاته بأن السبب الأساسي وراء المرض النفسي ولا سيما دخول الإدمان ضمن هذه الأمراض، قد يكون تمردا من المُدمن على البيئة التي يعيش فيها، وبالتالي يكون التعامل في هذه الحالة من خلال الأسرة في هذا المجال، حيث أن المُختص يبدأ مع أفراد الأسرة من نقطة الإحتياجات التي لابد توافرها داخل الأسرة وفي جميع الأفراد وذلك بشأن علاج مريض الادمان.
وأشار الطبيب النفسي أنه في بعض الأحيان يتم يستمد المرض النفسي ن أفراد الأسرة ومن المشاكل الموجودة بها، ومن ثم فأمر التحدث إليهم من الأمور الهامة لحل تلك المشاكل، ولا سيما أنها تُساهم بشكل كبير في التأهيل النفسي للمريض وعلاج الادمان.
 وأكد سليمان أن الأسرة التي تحيط بالمريض النفسي في الغالب يكون لديها فرد آخر مريض نفسي بسبب العوامل الوراثية، وبالتالي تكون أهمية التأهيل النفسي ضرورة مُلحة لتوفير العلاج النفسي للمريض ليتماثل للشفاء بإذن الله.

 

أهمية التأهيل النفسي للمُدمن:

يعتبر التأهيل النفسي والتأهيل الإجتماعي وجهان لعُملة واحدة، تسعى إلى تنمية شخصية المُدمن وذلك من خلال تعزيز بعض المؤهلات الخاصة به مثل المهارات الإجتماعية والفردية، وذلك ليستطيع الفرد أن يحقق أقصى درجات الإشباع وذلك في سياق بعض المفاهيم والثقة بالنفس وفهم الذات، فضلاً عن التفاعل بشكل إيجابي مع جميع المستويات الإجتماعية والمهنية والأسرية، في سياق مُتوازن مع المبادئ والمفاهيم والأخلاق والقيم.

 

أهداف التأهيل النفسي والاجتماعي:

أ‌. الشخصية الإنسانية والتي تستهدف الأتي:

  1. تنمية شخصية المُدمن وتحقيق التكامل من خلال إبعادها.
  2. تعديل سلوك المُدمن وذلك لكي يتسق مع النص القانوني والإجتماعي.
  3. الإحساس بالمسؤولية المهنية والأسرية.
  4. الفهم العميق والمعالجة التحليلية لجميع المخاطر معرفة الدوافع التي تدفع للانحراف.
  5. الوعي والشعور بالمخاطر وما يترتب على جميع السلوكيات الخاطئة.

 

ب‌. الأهداف الإنسانية والمهنية والاجتماعية:

  1. تحقيق التناغم داخل الأسرة وتحقيق قدر كبير من التوافق وذلك لضمان الإستمرار والاستقرار والتكامل.
  2. التفاعل بشكل إيجابي.
  3. المشاركة في الحياة بشكل عام وذلك بحسب ما تفرضه جميع المبادئ والقوانين الأخلاقية والإنسانية.
  4. تحقيق التوافق المهني بما يؤدي إلى الإستقرار النفسي والإقتصادي.

 

التأهيل النفسي والدمج الاجتماعي للمدمنين:

التأهيل النفسي والدمج الاجتماعي يشتمل على جميع التدخلات المهنية والتي تعمل على مُساعدة مريض الادمان أن يتجاوز مراحل المرض والوصول إلى حالة يستطيع فيها التفاعل من الناحية الجنسية والنفسية والإجتماعية والمهنية، مع إحداث التوافق الإيجابي الذي يُمكن من تجاوز بعض الأعراض المرضية.
ومما سبق يُمكن القول بأن هُناك مجموعة أهداف من التأهيل النفسي:

  1. تنمية شخصية المُدمن.
  2. تعديل سلوك المُدمن.
  3. تحرر من تأثير المُخدر وتخطي جميع الصعوبات التي يمر بها المُدمن مثل الصعوبات الإجتماعية والنفسية والمُصاحبة.
  4. إعادة المُدمن للمُجتمع بطريقة يكون فيها مُتصالح ومُتسامح مع نفسه.
  5. الدعم النفسي والإجتماعي بما يجعل المُدمن مؤهل للقيام ببعض الأدوار الإجتماعية المُناسبة التي يؤدي في النهاية إلى الثقة بالنفس ورفع من مستوى طموح الفرد.

 

برامج التأهيل النفسي والاجتماعي للمدمنين: 

يتضح من عملية المُمارسة المهنية الخاصة بمجال التأهيل الإجتماعي عامة وللمُدمنين بالتحديد في مجموعة البرامج بخصوص التأهيل النفسي والاجتماعي تبعا للتباين الذي تتصف به تلك الحالات المرضية وخصائصها وبعض الإختلاف الخاص بالبيئة التأهيلية لكل حالة على حدة، ومعرفة مستوى الدعم الأسري في العلاج والتأهيل النفسي والخبرة الخاصة بـ إدمان الفرد وذلك تبعا لنوعية المواد والبعد الزمني من خلال السياق العام، وفي السياق العام تتباين مجموعة البرامج التي تشمل التأهيل النفسي والإجتماعي وأهدافها وآلياتها و سياقها الزمني، وذلك بحسب متطلبات ما تفرضه أصول وثقافة المُجتمع.

كما أشارت بعض الممارسات المهنية على أهمية الوقوف على بعض المُتغيرات الخاصة بـ الإجتماعية والنفسية التالية وذلك لمُحاولة صياغة وتبني برنامج التأهيل النفسي والاجتماعي الذي يتناسب مع المُدمن المُستهدف:
 

  1. يجب أن تأخذ برامج التأهيل النفسي والإجتماعي في اعتبارها نوعية شخصية المُدمن وظهور بعض الأعراض المرضية والنفسية التي نًحاب المُدمن على المدى الطويل، والتي تكون دائما مُختلفة وذلك بحسب نوعية المُخدر أو المؤثرات الخطيرة التي تم إستخدامها بطريقة سيئة، علاوة على مشاعر الخوف التي تُلازم الشخص المُدمن وذلك في مواجهة جميع الظروف التي يواجهها، بالإضافة إلى الصراعات والتوترات في أول مراحل علاج ادمان المُخدر، وقدرته على محاولة الإستمرار فيه، والتوافق مع جميع الظروف الجديدة بالأخص بالأسرة ومحاولة الإندماج في الأدوار ومراكزعلاج الادمان.
  2. تعيق دائما تجربة الإدمان وتداعياتها الاجتماعية والنفسية والبدنية على قدرة المُدمن على تحقيق إشباع كبير للاحتياجات الأساسية، وذلك مما يؤكد ضرورة إستهداف جميع التدخلات المهنية مُساعدة مريض الإدمان على إشباع الحاجة الإحتياجات الخاصة وذلك للتفاعل الإجتماعي الإيجابي، ومُحاولة تجاوز جميع ظروف العزلة و الوحدة والانطواء.
  3. كما تعتمد برامج التأهيل النفسي أيضا على قدرة المُدمن على استيفاء إشباع حاجته إلى التأهيل البدني، وذلك بشأن تجنب جميع المشاكل الصحية التي تتسبب فيها المُخدرات.

 

اترك رد