اضطراب الشخصية الفصامية

اضطراب الشخصية الفصامية

 

فى البداية يقول الدكتور شعبان فضل أستاذ الصحة النفسية، مدير قسم التأهيل النفسي بمستشفى الامل للطب النفسي وعلاج الادمان، أن الفصام، هو اضطراب نفسي أو ذهاني يعيق الحياة العقلية لدى الفرد، ويتحرك الإنسان فى 3 دوائر متصلة وتتأثر بشكل سلبي بالنسبة للفصام، وهى دائرة الأسرة "التوافق النفسي"، دائرة العمل "الإنجاز"، ودائرة المجتمع "التكيف"، وكلها تؤثر بشكل مباشر على الشخص المُصاب بالفصام.

ولابد أن نعي مفهوم الإدراك أولاً، فهو بوابة التعامل مع العالم الخارجي، ومفهوم الإدراك هو "استقبال مجموعة المثيرات الحسية ومعالجتها فى الدماغ فى ملتي مليون من الثانية واتخاذ قرار"، ويكون التفكير هو أرقى عملية عقلية لاتخاذ هذا القرار، والشخص الفصامي يحدث لديه خلل فى التفكير، وبالتالي يكون فاقدًا للإدراك، لأنه يدخل دائرة الشك، الاضطراب، التوتر، وعدم الثقة فى الآخرين.
الهلاوس والضلالات، لدى الشخص الفصامي تكون دائمة، فإما أن يسمع أشخاص ينادونه، أو يتكلم مع أشخاص غير موجودين من الأساس، أو يشعر بـ"زنة" فى رأسه، أو يتماثل للضحك فجأة دون وجود داعي لذلك.
 
أما اضطراب الكلام فهو جزء من شخصية الفصامي، فيكون لديه تفاصيل غير عادية عن أي سؤال يجيب عنه، وعند شدة الاعراض وتطورها مع عدم التعرض للعلاج، فيحدث خلل فى الكلام، ويفقد القدرة على الإقناع والمنطقية فى الحديث عن أي شيء.

 

الأعراض:

إن ما يميز اضطراب الشخصية الفصامية بشكل أساسي هو نمط شائع من القصور في العلاقات الاجتماعية والشخصية المتبادلة يتسم بالانزعاج الشديد من - وعدم القدرة على إقامة - العلاقات الوثيقة، بالإضافة إلى أنه يتسم بالتشوه المعرفي أو الإدراكي وغرابة السلوك، يبدأ هذا النمط في مرحلة البلوغ المبكر، ويظهر في صور متنوعة.

واضطراب الفصام، هو مرض نفسي، مزمن وحاد، وليس كما يعتقد البعض أنه نتيجة وقوع شخص تحت وطأة "السحر والشعوذة"، فالفصام هو نوع من أنواع الخلل فى التفكير، الإدراك، السلوك، والكلام، وبعض هذه الأعراض قد تظهر نتيجة تعاطي أحد أنواع المخدرات، ولكن الفارق أن أعراض المخدرات تختفي بمرور الوقت أو تدريجيًا حال التخلص من آثار هذه المواد المخدرة المحرمة قانونيًا.
بينما أعراض الأمراض النفسية قد تستمر، لأن الاضطراب العقلي له أبعاد أخرى، لأنه يعتبر اضطراب حاد ومزمن، مثل أمراض الضغط والسكر وهكذا.

إن الفرد المصاب باضطراب الشخصية الفصامية غالبًا ما تكون لديه أفكار مرجعية أو إشارية (أي: تفسير خطأ للأحداث العرضية والأحداث الخارجية بأن لها معنى محدد غير معتاد يخصه وحده).
إن هذا الفرد لديه معتقدات وهمية وخرافية أو ينهمك في ظواهر خارقة خارجة عن أصول ثقافته الثانوية (الخاصة)، قد يشعر بأن لديه قوى غير عادية للإحساس بالأحداث قبل وقوعها، أو قراءة أفكار الآخرين، وقد يعتقد أن لديه القدرة على السيطرة على الآخرين بطريقة سحرية، وقد تحدث تغيرات إدراكية لدى المصاب، مثل الشعور بوجود شخص آخر، أو سماع صوت يهمس باسمه، وقد ينطوي حديثه على تعبيرات غريبة، وغالبًا ما يكون مستطردًا أو غير مترابط أو غامضًا.

إن الفرد المصاب بهذا الاضطراب لديه نزعة إلى الشك، وربما تصورات وأفكار ارتيابية، مثل الاعتقاد بأن زملائه في العمل عازمون على تشويه سمعته لدى رئيس العمل).
ويعتبر المصاب بهذا الاضطراب غريب الأطوار، أو شاذًا بسبب أخلاقياته الغريبة، وأسلوب ملبسه غير المصقول الذي لا يكون "متناسقًا" إلى حد كبير، وعدم عبئه بالأعراف الاجتماعية المعتادة، مثل تجنب للتواصل بالعين، وارتداء ملابس عليها بقع حبر وذات مقاس كبير، كما يساوره القلق في المواقف الاجتماعية، خاصة تلك المواقف التي يكون فيها أشخاص لا يعرفهم، ولا يتفاعل مع الآخرين إلا عند الاضطرار إلى ذلك، ولكنه يفضل التقوقع نظرًا لشعوره بأنه مختلف عن الآخرين، ولا يتأقلم معهم.

 

السمات المصاحبة:

غالبًا ما يسعى الفرد المصاب باضطراب الشخصية الفصامية إلى علاج الأعراض المصاحبة، ومنها القلق و الاكتئاب، وتتمثل استجابته للضغط النفسي في إصابته باضطرابات ذهانية عابرة (تستمر لمدة تتراوح من دقائق إلى ساعات)، وقد يظهر اضطراب الشخصية الفصامية لأول مرة في مرحلتي الطفولة والمراهقة بأعراض تتمثل في العزلة، وضعف العلاقة بالأقران، والقلق الاجتماعي، والتأخر الدراسي، والحساسية المفرطة، وغرابة الأفكار، واللغة، والأسلوب، والأوهام، وقد يبدو هؤلاء الأطفال "شواذ"، أو غريبي الأطوار"، ويتسمون بسرعة الاستثارة، وينتشر اضطراب الشخصية الفصامية بين الذكور بنسبة أكبر قليلاً من النساء.

 

نسبة الانتشار:

حسب التقديرات، تحدث الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية لدى 3% تقريبًا من عامة الناس.

 

النمط الوراثي:

1. ينشأ اضطراب الشخصية الفصامية وراثيًا.
2. التشخيصات الفارقة
3. يمكن تمييز اضطراب الشخصية الفصامية عن الاضطراب التوهمي (اضطراب الضلالات)، والفصام، اضطراب الحالة المزاجية المصحوب بأعراض ذهانية، اضطراب التوحد، اضطراب أسبرجر، واضطرابات التواصل.

 

الخطة العلاجية:

فى البداية الفصام يسبب التشخيص المزدوج ويؤدى إلى الانتحار، واضطراب الشخصية الفصامية له خطة علاجية ثابتة نسبيًا، مع وجود نسبة قليلة فقط من المصابين الذين تتطور حالتهم إلى الإصابة بالفصام أو اضطراب ذهاني آخر.
 
ويقول الدكتور شعبان فضل أستاذ الصحة النفسية، مدير قسم التأهيل النفسي بمستشفى الامل للطب النفسي وعلاج الادمان، أن علاج الفصام يمتد لفترة أطول من علاج  ادمان المخدرات، لأنه مرض نفسي يعيش مع الشخص، ويمكن التغلب عليه بالعلاج الدوائي لو تم فى وقت مبكر، وعلى عكس التعامل مع الأمراض الجسمية من باب التفاخر بعلاجها ومساعدة المريض، من الأخطاء الشائعة فى التعامل مع مرضى الاضطراب العقلي بأنها "وصمة عار"، وهذا ما يجعل من المريض عُرضة لتفاقم المرض، والتجني عليه، وبكل أسف لا توجد مراكز صحة أولية تساعد على كشف المرض فى حالة مبكرة، وتقديم العلاج المناسب له قبل تفاقم المشكلة، فلا يوجد باب يُسمى "الكسوف" من السؤال عن اضطراب نفسي يُصيب شخص، أو العلاج فى أقرب وقت وبسرعة.
 
علاج اضطراب الفصام يبدأ بالبحث عن مركز أو طبيب نفسي متخصص تثق فيه، ويكون عن طريق العلاج الدوائي لأنه العلاج الرئيسي، ويدعمه العلاج النفسي من خلال إعادة التأهيل النفسي، وإعادة التنشيط السلوكي حتى يتعايش الشخص الفصامي مع المرض دون أن ينتكس.

اترك رد