لقاح جديد يساعد المدمنين فى الإقلاع عن المخدرات

لقاح جديد يساعد المدمنين فى الإقلاع عن المخدرات

عالم المخدرات لا يخلو من الأبحاث العلمية من قبل المتخصصين فى المجال للبحث عن أفضل وأكثر الطرق فاعلية لعلاج الإدمان على المخدرات، مؤخرًا ابتكر العلماء لقاحًا ضد الإدمان على المخدرات، وتم اختباره على الحيوانات بنجاح.

فقد نشر علماء مركز "والتر ريد" الوطني للطب العسكري فى الولايات المتحدة مقالاً عن نتائج بحثهم فى مجلة "Journal of Medicinal Chemistry"، وجاء فيه أن هذا اللقاح يحرر الأجسام المضادة التي تمنع مرور "جزيئات الأفيون" عبر الحاجز الدماغي، وهذا يعني أن المدمنين لن يشعروا بأي مفعول للمخدر.

ويشير الباحثون إلى أن المستحضر الجديد لا يمنع وصول الهيروين فقط إلى الدماغ، بل وغيره من المواد المخدرة، ويتطلب التوصل إلى صيغة نهائية لهذا اللقاح عدة سنوات.

يُشار إلى أن الإحصائيات الأمريكية الرسمية تفيد بأن المخدرات أودت، عام 2016 بحياة 63600 مدمن، وهذا أكثر من سنة 2015 بنسبة 21%، وأن عدد مدمني المخدرات بلغ مستوى قياسيًا فى 2017.

فيما أشارت تقارير نشرتها البي بي سي إلى أن معدل استخدام الهيروين العالمي يبلغ من 15-21 مليون متعاطي للفئة العمرية ما بين 15-64 عامًا، وفى دراسة تم القيام بها مؤخرًا خاصة بعلاج الإدمان، كشفت أن الهيروين هو المادة الأخطر بين المخدرات، وتحتل المرتبة الأولى بين جميع أنواع المخدرات المتداولة، تليها القنبيات، الماريجوانا، الكوكايين، وحبوب الهلوسة.

وطبقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أهم وكالة عالمية معنية بالمخدرات، فإن المخدرات الأفيونية أي "الأفيون و المورفين و الهيروين"، بلغ عدد المتعاطين 33 مليون متعاطيًا، وأن حجم المضبوطات من الهيروين وصل إلى 81 طنًا خلال عام 2016.

أما الأفيون يحتوي على عدد كبير من أشباه القلويات، والتي ربما يصل عددها إلى 50 مادة، حيث يستخرج منها مركبات المورفين الشائعة، والكودايين، و البابافيرين، والناسنين، والناركوتين، وتعتبر صناعة الأدوية المرتبطة بالأفيون أحد أهم الصناعات التي تقوم على قطاع واسع في علم الصيدلة، وتعالج العديد من الأمراض الشائعة.

وتنتشر زراعة الأفيون في أكثر من 49 دولة على مستوى العالم، أغلبها يوجد في آسيا وأمريكا، وأن هناك أكثر من 38% من الأفيون يتم تحويله إلي مخدر الهيروين، وتحتل دولة أفغانستان نصيب الأسد في إنتاج الأفيون.

ويتم تهريب الأفيون من إيران وتركيا إلى كلا من جنوب شرق أوروبا، وأوروبا الوسطى، وتأتي بعد دولة أفغانستان، دولة بورما، حيث تقوم بزرع مساحات شاسعة من أراضيها تصل إلى مئات الكيلومترات، وهذه المساحات في تزايد مستمر.

ومن الدول التي لها باع في تجارة وزراعة الأفيون أيضا هي باكستان، ويمكن القول أن كلا من أفغانستان تحتل 90% من نصيب إنتاج الأفيون على مستوى العالم.

 

مكونات الافيون:

يحتوي الافيون على العديد من المكونات، وتصل إلى حوالي 25 مكون تشمل المواد القلوية، الأحماض العضوية، حمض الميكونيك، والمواد الزلالية، الأملاح، بالإضافة إلى احتوائه على السكر.
يحتوي الافيون على المواد الآتية:-
مورفين 15%  -   ناركوتين 5%  -   كوداين 2%.
بابافيرين 2%   -    نارسين 5.%  -    ثيبين 2. %.

 

أشهر أنواع الافيون:

الافيون اليوغسلافي - يحتوي على نسبة 17% - من المورفين.
الافيون التركي - يحتوي على نسبة 13% - من المورفين.
الافيون الهندي - يحتوي على نسبة 11% - من المورفين.
الافيون الإيراني - يحتوي على نسبة 10% - من المورفين.

 

طريقة عمل الافيون:

الجهاز المسؤول عن العواطف والمشاعر، والإشراف على النشاطات الحركية والإرادية واللاإرادية فى أجسامنا يسمى "جهاز الاعصاب"، ويعمل الافيون على مجموعة المستقبلات التى توجد على سطح الاعصاب، وتؤدي لتغييرات فى الإشارات المنقولة بواسطة الأعصاب، إلى جانب التأثيرات مثل الإحساس بالنشوة، إزالة مخاوف وتسكين أوجاع، وغيرها من التأثيرات المختلفة.

 

آثار ادمان الافيون:

الافيون يؤثر على العديد من أجهزة الجسم، وتظهر آثاره بداية من الجهاز الهضمي، حيث يسبب الادمان على الافيون، الغثيان، فقدان الشهية، الهزال والضعف العام، ارتخاء القولون والمستقيم، الإمساك، كما يؤثر الافيون على مراكز القيء فى المخ، وعلى العضلات العاصرة، منها عضلة الشرج، وعدم الرغبة فى التبرز.

كما يؤثر تعاطي الافيون على العين، ويسبب لها احمرار الملتحمة، وانقباض الحدقة، وارتخاء الجفون.
ويضرب المدمن على الافيون موعدًا مع أمراض القلب، التى تبدأ ببطء فى ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، والتأثير على العصب الحائر.
وللافيون آثار على الجلد، منها شحوب الوجه، وزرقة الشفتين، وظهور ما يسمى الطفح الجلدي والهرش.
كما يؤثر تعاطي الافيون على الجهاز التنفسي، وشلل مراكز التنفس بالمخ، وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة.

 

علاج ادمان الافيون:

الافيون مثله كأي نوع من المخدرات يحتاج إلى مركز علاج ادمان أو مصحة للتخلص من الاعراض الانسحابية والآثار المدمرة التى تنتج عن تعاطيه، ولابد من اتخاذ القرار فى أقرب وقت، لأن علاج الادمان على الافيون له مراحل علاج، ويتخلله التأهيل النفسي والسلوكي، وبرامج الإقامة الكاملة للرجال، ومنع الانتكاسة، وبرامج توعية للأسرة، والمتابعة الخارجية.
 

اترك رد