الكوكايين واستعمالاته الصحيحة والخاطئة - ادمان الكوكايين

الكوكايين واستعمالاته الصحيحة والخاطئة - ادمان الكوكايين

يعتقد الكثير من الناس أن المشكلة الأساسية تكمن في المادة المخدرة نفسها وهذا اعتقاد خاطيء فقد ثبت طبياً فائدة المواد المخدرة في بعض الحالات التي يتوقف عندها الطب، بل إن الطب قد طور استعمال هذه المواد، فمنها ما تم استخدامه كمخدر قبل العمليات، ومسكن بعد العمليات، ومسكن للأمراض الخطيرة التي نسب شفائها قليلة ويعاني المريض فيها من آلام مبرحة، فهل المشكلة في المادة المخدرة ؟، على العكس فقد اثبتت الدراسات ان  المشكلة ليست في المخدر بل المشكلة في طريقة استعمال هذه المواد استعمال خاطئ وقاتل ايضا، ويجب ان نذكر ايضا ان هذا الاستعمال الخاطئ للمواد المخدرة هو الذي جعلها محذورة دولياً وعالمياً ودينياً ايضاً، ومن خلال برامج علاج الإدمان، يتم تعليم المدمن أن المادة المخدرة ليست المشكلة في ذاتها بل المشكلة في سلوك تعاطيه لها.

هل بناء على ما سبق  يستطيع المدمن استعمال هذه المادة مرة أخرى ؟ بالطبع لا، فالمدخن لابد أن يعلم أن  لديه مشكلة مع كل المواد المخدرة المغيرة للحالة المزاجية، وبناء عليه لابد من الابتعاد عن المواد المخدرة بشكل عام.

نتحدث هنا في إطار ما سبق عن الكوكايين وأضراره ومنافعه واستعمالة بالطريقة الصحيحة والخاطئة ونتعرض الى طريقة علاج إدمان الكوكايين، علماً بأنه من أكثر المواد المخدرة خطورة على الإنسان، ومن أكثرها صعوبة في تعافي متعاطيها، وذلك لأنها بوابة لإدمان مادة لا تقل عنها خطورة وهي الهيروين.

 

ما هو الكوكايين؟

الكوكايين يتم استخلاصها  من نبات الكوكا، عن طريق طحن أوراقه، وينموا الكوكا في أمريكا الجنوبية منذ أكثر من ألفي سنة حيث كانت أوراق الكوكا تعتبر شيئاً ثميناً لدى قبائل الإنكا، وفي البداية كان يقتصر استعمالها على النبلاء ورجال الدين وذلك عن طريق مضغها بالفم لمدة ساعة لاستحالة بها، ولكن نتيجة لما لوحظ من تأثير منشط لهذه الأوراق اتسع استخدامها، حيث استخدمها الجنود في حروبهم وكان يستخدمه حاملو الرسائل لتعينهم على الارتحال لمسافات طويلة حاملين رسائلهم.
 

وعرفت أوربا أوراق الكوكا في منتصف القرن التاسع عشر حين قدم الصيدلي الفرنسي أنجلو ماريان  حين بدأ بتقديم بعض المنتجات تحتوي على عصارة أوراق الكوكا مثل قطع الحلوى وشاي الكوكا ونبيذ مارياني، ولقد تمكن المدعو نيمان من عزل العنصر الفعال في نبات الكوكا وأسماه كوكايين، وتوالت التجارب بعد ذلك على الكوكايين لاستغلاله استغلالات طبية، حيث كان يصفه الأطباء لمرضاهم كعلاج للعديد من الأمراض مثل اضطراب الهضم واضطراب الملانخوليا، وفي عام 1884 أعلن كارل كولر في المؤتمر الوطني في هيدلبرج فضيلة التخدير الموضعي للكوكايين وامكانية استخدامه في إجراء جراحات العيون.
 

كما أن فرويد أشار للكوكايين في بعض رسائله عام 1884 عندما اعتبره مشروعاً علاجياً يمكن أن يعلق عليه أملاً كبيراً حيث اختبر تلك المادة على نفسه وكانت النتيجة مدهشة فلقد بددت الشعور بالإعياء والتعب والجوع، كما انه عقد عليها آمالاً في علاج أمراض الأعصاب لذا كتب العديد من الدراسات حول مستحضر الكوكايين وطرق استعماله في مجالات عدة..
 

مما سبق يتبين أن استخدام الكوكايين كمخدر لم يكن الغرض منه عند اكتشافه أو في بداية اكتشافه، بل ان استعمالها تفاوت بين الاستعمالات الطبية والنفسية وبعض الاستخدامات الاخرى في إطار ضيق.. واستمر هذا هو وضع الكوكايين حتى بداية القرن التاسع عشر الميلادي حيث يعتبر كمادة مخدرة ادمانية في عام 1914 بعد أن بدأ استعماله كمادة مخدرة ادمانية وبدأت تظهر أخطار تعاطيها بصورة إدمانية.

 

كيفية تعاطي الكوكايين: 

يتم تعاطي الكوكايين الآن عن طريق استنشاق مسحوق الكوكايين عن طريق الأنف ، كما يتم تعاطيه عن طريق الحقن بالوريد أو تحت الجلد أو بالعضل، وذلك بعد اذابته بالماء وملح الليمون، وأحياناً باستخدام عصارة الليمون.

ومن الجدير بالذكر  أن هناك علاقة بين الكوكايين والهيروين قوية، حيث أن تعاطي الهيروين بعد تعاطي الكوكايين يؤدي لتخفيف حدة الاهتياج الناجم عن التنشيط الذي يحدثه الكوكايين، حيث يمثل الكوكايين المادة العلوية المنشطة  بينما الهيروين يمثل المادة المثبطة.

 

أضرار تعاطي الكوكايين :

ويذكر ايضا انه ينتج عن تعاطي الكوكايين عدة اضطرابات وآثار سمية وأعراض انسحابية  كما يؤدي إلى الهذيان والاضطرابات الذهانية مع الهلاوس والهواجس واضطرابات المزاج والقلق والضغط الحاد واضطراب الوظيفة الجنسية واضطرابات النوم.

ويؤدي تعاطي الكوكايين إلى :

  1. النشوة والمرح والتبلد الوجداني.
  2. تغيرات في النشاط الاجتماعي.
  3. الحرص الزائد أو اليقظة او التوجس. 
  4. الحساسية في العلاقات الشخصية المتبادلة.
  5. القلق والتوتر والغضب.
  6. فساد القدرة على الحكم أو تعطل الوظائف الاجتماعية والعمل.
  7. سرعة نبضات القلب أو بطئها، اتساع في حدقة العين، ارتفاع او انخفاض في ضغط الدم، زيادة التعرق، الدوار والقيء، نقصان ظاهر في الوزن، الهياج او التأخر النفسي الحركي، ضعف العضلات وانقباض التنفس وآلام الصدر واضطراب انتظام حركة ضربات القلب.

 

علاج ادمان الكوكايين:

المدمنين الذين يتم علاجهم في عيادات خارجية، وقد  يتعاطون أحياناً عقاقير أقل تأثيراً من الكوكايين لتسهيل أعراض انسحابه.

ولذلك ينصح دائماً  بدخول مصحات علاج الادمان حيث ان اعراض انسحاب الكوكايين غير مقتصرة على الأعراض الجسدية كما تم تبيينه سابقاً، بل إن الأعراض النفسية تأثيرها أقوى وأشد، ولذلك لابد من متابعة المدمن متابعة دقيقة والتعامل مع الأعراض التي تظهر.

ويعد العلاج المعرفي السلوكي من أهم الطرق الفعالة في علاج الإدمان، ويقوم الطبيب من خلال هذه المرحلة بوضع خطة علاج شاملة ومتكاملة لإعادة تأهيل المدمن من جديد.

اترك رد