المستنشقات والمذيبات العضوية

 

إن العقاقير المصنفة كمستنشقات هي عبارة عن أبخرة كيميائية يتم استنشاقها عن طريق الجهاز التنفسي فتحدث تأثير السكر، وغالبًا ما تأتى المستنشقات فى صورة منتجات منزلية تستخدم بشكل يومى مثل الأيروسولات أو المذيبات، ومن أمثلة على هذه المنتجات الطلاءات والصماغ والوقود وسوائل التنظيف، والعديد من هذه المنتجات لا تعتبر عقاقير مخدرة نظرًا للغرض الحميد الذي تستخدم فيه بشكل أساسي.

ولكن استنشاق أبخرتها بشكل عمدي لتحقيق الشعور بالنشوة يمكن أن يمثل خطورة شديدة. توجد المستنشقات في نطاق واسع من المنتجات المنزلية التجارية والصناعية، وبذلك فإنها تأتي من جميع البلدان الصناعية على مستوى العالم، وغالبًا ما تكون المستنشقات هى الخيار الأول للمخدرات الذي يجربه الصغار، نظرًا لوجودها في المنتجات المنزلية شائعة الاستخدام وسلامتها النسبية التي يتم إدراكها بشكل زائف، ولكن يؤثر شم أو استنشاق المركبات الكيميائية الموجودة في هذه المنتجات تأثيرًا كبيرًا من الناحية الجسدية والنفسية، حيث يسبب تلفًا مستديمًا في الجسم ويؤدي إلى الوفاة.

مسميات المستنشقات:

يعرف أكسيد النيتروز المستنشق باسم غاز الضحك، ويباع نترات الأميل ونترات البوتيل بشكل غير قانوني في الأسواق تحت العديد من الأسماء المستعارة أشهرها البوبرز، ولكنها تعرف أيضًا باسم الرائحة السائلة أو الأروما السائلة، ومنظف الجلود ومنظف الدماغ، وعادة ما تباع هذه المنتجات في عبوات صغيرة بنية اللون، وغالبًا ما تتوافر في محلات المنتجات الجنسية، ويشار أيضًا إلى نترات البوتيل باسم السلاحف.

ويشار أحيانا إلى خراطيش الغاز من عبوات توزيع الكريمات باسم ويبتس، ومن بين الأسماء الدارجة لمختلف النترات بولد وراش .

تصنيف المستنشقات:

المذيبات الطيارة هى عبارة عن سوائل تتحول إلى بخار عند تعرضها للهواء وتأتي على شكل منتجات للاستعمال المنزلي، مثل

  • مخففات الطلاء ومزيلات طلاء الأظافر والأسمنت الحرفي وسائل تصحيح الطباعة الأبيض وأقلام الماركر  وقد تحتوي هذه المنتجات على مواد كيميائية مثل التولوين والهيدروكربونات المكلورة وكلوريد الميثيلين
  • الأيروسولات  والتي تحتوي على مواد تسمى المواد الدائرة فتشمل بخاخات الطلاء ومزيلات الروائح.
  • الغازات توجد فى بعض المواد التجارية، مثل ولاعات السجائر (التي تحتوي على البنزين)، وبخاخات موزعات الكريمات (التي تحتوي على أكسيد النيتروز).
  • النترات والتي تستخدم بصفة أساسية لتحسين الممارسة الجنسية، وتشمل نترات الأميل والذي يستخدمه الأطباء بصفة أساسية لعلاج آلام الصدر، وأحيانًا فى فحوصات القلب .

طرق تعاطي المستنشقات:

يعتبر الاستنشاق هو الطريقة المباشرة لتعاطي المستنشقات. يمكن تعاطي هذه المنتجات الكيميائية بالشم مباشرة من العبوة أو تفريغها في كيس أو بالون أو إغراق قطعة قماش بها لاستنشاقها. يستمر الشعور بالنشوة الناتج عن استنشاق هذه المواد لفترة قصيرة جدا فيرغب المتعاطي في المزيد .

التأثير:

  1. فى البداية منشط.
  2. نشوة.
  3. غياب للكبح.
  4. تقليل للقلق.
  5. زيادة الثقة بالنفس.
  6. بعد ذلك أو مع الجرعات الكبيرة يحدث فقدان للوعى والتركيز ـ غياب تقدير المسافات والوقت. يبدأ التأثير بعد الإستنشاق مباشرة وينتهى بعد 15 ـ 30 دقيقة.

المضاعفات:

  1. إنخفاض النبض والتنفس ـ صداع ـ غثيان ـ ثقل فى الكلام ـ غياب التوافق العضلى ـ حساسية حول الأنف والفم لمستنشقى (الكولة).
  2. الوفاة بسبب توقف القلب أو الإختناق أو بسبب تثبيط الجهاز العصبى المركزى ـ تقلص فى الزور أو القلب يسبب الوفاة.
  3. السبراى يمكن أن يسبب تحجر للزور ثم الوفاة ـ الإلتهاب الرئوى ـ نسيان ـ غياب التركيز ـ تدمير الكبد والكلى والنخاع.

الآثار الجانبية للمستنشقات:

  1. السعال الشديد.
  2. آلام الرأس.
  3. إقياءات متكررة.
  4. تخرش العيون والأنف والحلق.
  5. إن تعاطي هذه السموم يؤدي إلى سلوك عدواني وأخلاق اجتماعية شرسة جدًا.

آثار إدمان المستنشقات:

يعتبر تأثير استنشاق هذه المنتجات مشابهًا لتأثير السكر الذي يحدثه الكحول، والذي غالبًا ما يتمثل في فقدان القدرة على التنسيق وثقل الكلام والشعور بالنشوة قصيرة الأمد والدوار. قد يشعر المتعاطون بخفة الرأس و الهلاوس، وقد يسبب الاستنشاق المتكرر لهذه المواد فقدان القدرة التنفس والخمول والصداع الحاد.

في حالة الاعتماد على المواد الكيميائية الموجودة في المستنشقات يشعر المتعاطون أيضا بالغثيان الشديد الذي يؤدي إلى القيء، وقد يصابون بالإسهال ويشعرون بعدم الإدراك و الارتباك وقد يفقدون الوعي تمامًا. عند استنشاق هذه المواد، فإنها تطرد الهواء من الرئتين مما يسبب الحرمان من الأكسجين وهي حالة تعرف طبيا باسم نقص الأكسجة أو نقص الأكسجين.

قد يؤدي ذلك إلى فقدان الوعي والاختناق، فحرمان الجسم من الأكسجين يسبب تلفا في جميع خلايا الجسم وبالأخص المخ حيث تحدث به أخطر الآثار. في حالة اعتياد المتعاطي على استنشاق هذه المواد فإنه قد يصاب بفقدان الذاكرة وصعوبات التعلم. بعض المواد الكيميائية الموجودة في الدهانات بالرش وسوائل تصحيح الطباعة (الكوريكتور) يمكن أن تسبب فقدان السمع.

العديد من المواد الكيميائية الأخرى الموجودة في الأيروسولات والأصماغ يمكن أن تتلف المخ والجهاز العصبي المركزي. قد يؤدي استنشاق الأبخرة البترولية إلى إتلاف نخاع العظام في جسم المتعاطي تلف في الكبد و الكلى نتيجة لاستنشاق المواد الكيميائية الموجودة في بعض المنتجات المنزلية.

قد يؤدي استنشاق المواد الكيميائية من علب الأيروسول أو المذيبات إلى الإصابة بالأزمات القلبية والوفاة خلال دقائق من الاستنشاق المتكرر. حوالي 55% ممن توفوا نتيجة لتعاطي المستنشقات قتلتهم الظاهرة المسماة بمتلازمة وفاة الاستنشاق المفاجئة التي يحدث فيها توقف مفاجيء لعضلة القلب نتيجة لاستنشاق مواد كيميائية سامة.
حوالي 15% من حالات الوفاة المرتبطة بتعاطي المستنشقات تعزى للاختناق نتيجة لاستنشاق سائل معين أو لابتلاع القيء في الرئتين.

علامات ادمان المستنشقات:

  • ملابسه وجسمه وأنفاسه قد تكون لها رائحة المواد الكيميائية الغثة أو المسكرة.
  • تجد جلده أحمر اللون وملتهبًا حول فتحتي أنفه.
  • ينزف باستمرار من الأنف أو قد تبدو المنطقة حول أنفه أو فمه ملتهبة .
  • قد يكون متعاطي المستنشقات فاقدًا لاهتمامه بتناول الطعام، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
  • تجد جلده شاحبًا أزرق اللون تقريبًا، وعيناه دائمًا في حالة احمرار ودموع مع اتساع حدقة العين.
  • تجده ثقيل الكلام يتحدث ببطء شديد غير طبيعي، وفاقدًا قدرته على التنسيق ويتحرك دون توازن.
  • بالإضافة إلى العلامات الجسدية للإدمان على المستنشقات والتي تظهر في صورة أعراض جسدية أو سلوكية.

قد يمتلك متعاطي المستنشقات مجموعة كبيرة بشكل غير طبيعي من أقلام الماركر أو زجاجات طلاء الأظافر دون أي دليل على استخدامه لهذه الأشياء للأغراض المحددة لها .

 أعراض انسحاب المستنشقات من الجسم:

يمكن القول بأن الأعراض الانسحابية من المستنشقات تكون أقل حدة من العقاقير المخدرة الأخرى، ولكن قد يشعر الكثير من المدمنين باشتياق قوي لتعاطي المستنشقات مرة أخرى لتحقيق نفس الشعور بالنشوة الذي ربما يكونوا قد اعتمدوا عليه.

علاج ادمان المستنشقات:

  • تحديد المواد التي يقوم باستنشاقها، وذلك لعلاج الآثار الجسدية الخاصة بها بعمل فحص طبي شامل.
  • سحب السموم.
  • الدعم التأهيلي.

وعادة ما يستمر علاج الادمان التأهيلي عدة أشهر وأحيانا يستمر لمدة عامين، فالأشخاص الذين اعتادوا تعاطي المستنشقات غالبا ما تكون دورة انتباههم قصيرة، ويعانون من صعوبة في معالجة الأفكار المعقدة، وبذلك يجب أن تكون جلسات العلاج الأولية قصيرة جدا من 15 – 20 دقيقة في البداية.

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!

أضف تعليقك

حقول مطلوبة *



×