الفرق بين الخوف والرهاب والعلاج لكلاً منهما

 الفرق بين الخوف والرهاب والعلاج لكلاً منهما

كلنا نستخدم اللغة بشكل مختلف، حيث يستخدم العديد من الناس كلمة "رهاب" لوصف الخوف والارتعاش الطبيعي الناتج عن الخوف من أي شيء، وهذا مفهوم خاطىء بعض الشيء، ومن هنا جاءت أهمية أن نناقش الفرق بين الخوف والرهاب بأنواعه والعلاج النفسي لكلا الحالتين.

 

ما هو الخوف؟

الخوف، كما عرفه علماء النفس، هو شعور قوي من الممكن أن يشعر به كلا منا، لعدد من الأسباب، نذكرها فيما بعد، يؤثر شعور الخوف بشكل كبير على عقل وجسد الشخص، ويمكن أن يستمر هذا الشعور لمدة قصيرة أو قد يطول الى حد ما، واذا طالت المدة التي يستمر فيها هذا الشعور لدى الفرد، من الممكن أن يحاط الفرد بالمشاعر السلبية بشكل كبير يؤثّر على حياته وصحته.

من أسباب الشعور بالخوف لدى الإنسان، ومنها الخوف من الفشل أو الخوف من النار، وفي بعض الأحيان يكون الشعور بالخوف شيء إيجابي إلى حد ما، حيث أنه على سبيل المثال، عندما يخاف الانسان من النار يجعل الناس تتجنّب النار ولا تقترب منها إلا بحذر، وبعض الناس اذا تعرضوا للخوف من الفشل يتكون لدى الشخص شعور قوي بالحماس للعمل في سبيل الوصول إلى النجاح، ولكن في معظم الأحوال يكون الشعور بالخوف عائقا للفرد، وتختلف الأسباب والأعراض المرتبطة بالخوف من شخص الى آخر.

 

ما هو الرهاب؟

الرهاب، او كما يسميه البعض الفوبيا، ويعد الرهاب هو احد الامراض النفسية الصعبة التي يصاب بها العديد من الناس في كافة الأعمار ومن كافة الطبقات، ويعرف الرهاب في الأساس بأنه خوف مستمر او مزمن، ويكون ذلك الخوف المزمن من مواقف محددة أو نشاطات معينة.

من الممكن ايضا ان يكون لدى الإنسان رهاب من مواقف بمجرد التفكير فيها، ومن الممكن ايضا ان يكون الرهاب من أشخاص معينين، ويؤثر الرهاب أو الفوبيا على الانسان بشكل كبير، غير أنه يؤثر على شتى مناحي الحياة وتجعله يعيش في ضيق وضجر بشكل دائم.

ويكون المريض بالرهاب في الأساس عالما بحالته، ومدركاً بان شعور الرهاب أو الفوبيا، هو شعور غير منطقي وليس له أساس في الواقع، ولكن المريض بالرهاب يرى صعوبة كبيرة في التخلص من ذلك الشعور، وهنا يجب أن يخضع المريض الى ارشادات الطبيب وتلقي العلاج النفسي المناسب.

 

ما هي أنواع الرهاب؟

يعد الرهاب الاجتماعي أشهر أنواع مرض الرهاب أو الفوبيا، ويشير هذا النوع الى الخوف من أفراد المجتمع بشكل عام، أو الخوف من بعض المواقف التي يمكن أن يواجهها الفرد، ومن الممكن أن نلخص الرهاب الاجتماعى بقول انه هو الخوف من أن يظهر المريض دون المستوى الاجتماعي لمن حوله.

أو أن يشعر بالإحراج في المواقف الاجتماعية المتنوعة، وهناك ايضاً الرهاب المحدد أو أنه الرهاب البسيط، وهو يشير إلى أن الخوف من مسببات الهلع المتعددة (رهاب الحيوان ورهاب العناكب والافاعي والكلاب..الخ، و رهاب المرتفعات، ورهاب الأماكن المغلقة والخوف من الظلام ورؤية الدم، والخوف من الحقن أو الاصابات: ويتمثل بالخوف من الإجراءات الطبية مثل الابر والحقن أو العمليات).

 

الفرق بين الرهاب والخوف:

لنتعرف على الفرق بين الخوف والرهاب، هيا بنا نتعرف على تطورات الخوف والرهاب.

أما عن تطورات الخوف، فمن الممكن أن تبدأ الحالة من عمر الاشهر، فيكون أول مخاوف الطفل الخوف من الإنفصال عن ابيه وامه او عن من يحب، ويظهر ذلك عندما يبكي الطفل الصغير عندما تبتعد أمه عنه، ولكن مراحل الخوف تتطور، طبقا لتطورات الفرد في حياته، فكلما ازدادت عمر الطفل زادت مخاوفه، فمثلا الخوف من الحقن، من الممكن أن يزداد لدى الطفل، فعندما يصل الطفل الى عمر سنوات يكون خوفه من الحقن أكبر من خوفه من الحقن في الأشهر الأولى من عمره، و يرجع السبب في ذلك يرجع الى نمو الإدراك لدى الطفل.

 

أما عن تطورات الرهاب، او الفوبيا كما ذكرنا من قبل، فنجد أن الرهاب يرجع في الأساس الى خبرات سيئة قد يكون الطفل قد تعرض لها من قبل في صغره، أو قد تكون نتيجة لذكري سيئة قد تعرض لها الانسان في كبره ايضا، و من الممكن أن تكون هذه الخبرات خبرات وراثية أيضا، ومن ناحية اخرى، من الممكن أن تزداد هذه المخاوف إذا تعرض الإنسان إلى حادث مثل عضة كلب.

ويرسخ في ذهنه فكرة الخوف من الكلاب لأنها مرتبطة بالأذى وتسبب له القلق، فيبدأ المخ تلقائيا بتفسير هذا القلق على شكل خوف شديد، ويأتي الإرهاب الحقيقي، مع عدد من الأعراض مثل صعوبات في التنفس، والتعرق، مع وجود حاجة ملحة للهروب من الوضع الذي يسبب ذلك الشعور، وأحيانًا يصاحب ذلك خوف وشيك من الموت. 

 

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه لديه رهاب حقيقي، فالخبر السار هو أنه يمكن معالجتها والتغلب عليها، ويجب اولا ان تكون على يقين بان العلاج مهم لأن التفادي والتجاهل لن ينجح في حل المشكلة بل انه يجعل الأمور أسوأ بكثير، حيث تشير الأبحاث إلى أن المخاوف الأكثر صعوبة تؤدي بالشخص الى ان يتجنب الأشياء التي يخشاها، ومن هنا تتفاقم المشكلة ويزداد الخوف والهلع.

 

علاج الخوف والرهاب:

في الحقيقة، الخوف ليس بحاجة للعلاج في داخل المصحات النفسية، بل إن مرض الخوف يكون في أمس الحاجة فقط لطمأنة الأم والأب والعائلة او الافراد المحيطين بالفرد المصاب بالخوف وهو بحاجة أيضا إلى التشجيع المستمر له، وعلى من حوله أن يتجنبوا اخافته ولكن يجب عليهم ايضاً ان لا يقوموا بجعله يشعر بأن كل شيء حوله ايجابي ومطمئن، لكن عليهم ان يجعله يشعر بأنه بأمان ومحاط بحب من حوله.

أما عن علاج الرهاب، فهو يشمل على عدة استراتيجيات لعلاج الصحة النفسية للإنسان، والعلاج يبدأ بفهم المريض مدى خطورة حالته ويجب أن يفهم طبيعتها وماهيتها ايضا، و ذلك لأن حالة الرهاب من الممكن أن تتفاقم بسبب سوء فهم المريض لحالته النفسية، فقد تكون حالته بسيطة ولا تستدعي القلق وقد تكون عكس ذلك، و لذلك ينصح الخبراء بأن يتجنب المصاب بالرهاب الحديث عن مخاوفه بشكل مضخم، وان لا يعبر عنها بشكل مبالغ به، و ذلك لأن ببساطة مهما بلغت مخاوفه فمن الممكن أن يتم معالجتها، ومن هنا على الإنسان المصاب الرهاب أن يكون دقيق في حديثه وفي التعبير عن مشاعره.

اترك رد