علاقة العزلة بالادمان - هل العزلة سبب اساسى لادمان المخدرات ام لا؟

علاقة العزلة بالادمان - هل العزلة سبب اساسى لادمان المخدرات ام لا؟

كل المعتقدات التي تتكون على الإدمان بشأن وسائل التواصل الاجتماعي هي معتقدات خاطئة بنسبة كبيرة جدا لذا فانه بشكل رئيسي هؤلاء الذين تأثرت حياتهم بالإدمان، لا ينبغي أن يتم توجيه اللوم إليهم دائما ولكن ينبغي علينا أن نمد ليهم يد العون والحب والمساعدة حتى يتمكنوا من التخلص من براثن الإدمان.

في الوقت الحالي أحدث المناهج العالمية توضح أن الطريق الوحيد والمفضل لدى أغلب المدمنين هو التواصل معهم التواصل على نطاق واسع من قبل الأهل والأصدقاء والأقارب يعتبر أحد الوسائل العلاجية التي لقت قبول ونجاح داخل مصحات علاج الادمان فالعديد من المدمنين يرون أن الإدمان هو فرصتهم للحصول على المتعة واللذة لكن في الواقع هو وسيلة مرهقة ومجهدة وتعوق المدمن عن التواصل مع من حوله من الأشخاص.
وفى هذه المقالة سوف نقدم بعضا من الأدلة والبراهين التي توضح أن التواصل بين الأشخاص يمكن أن يكون وسيلة للابتعاد الفرد عن الإدمان بكافة أشكاله.

 

 

المفاهيم الأساسية لعملية التواصل في عملية الإدمان:

لكي نتمكن من معرفة المقصود بعملية التواصل وتأثيرها على عملية الإدمان، قام العالم ألكسندر بإجراء تجربة على الفئران لمعرفة تأثير المخدرات على عملية التواصل فقد جمع عدد من الفئران في قفص قصير ووضع لهما زجاجتين مياه أحدهما ماء عادية، والأخرى كانت عبارة عن ماء مضاف الهيروين لها فلاحظ أن الفئران كانت تختار الماء المضاف إليه الهيروين.
بعد هذه التجربة فكر الكسندر في إجراء مجموعة من المتغيرات على التجربة، فقام باستبدال عدة أشياء داخل التجربة.

فاستبدل القفص الصغير إلي قفص أكبر 200 مرة من القفص القديم، مع وجود مجموعة من الكرات الملونة والعجلات الخاصة باللعب والأطعمة المناسبة للفئران كما قام بتزويد تلك البيئة بذكور وإناث من الفئران، وجعل هناك مساحات كافية للتزاوج، وبلغ إجمالي عدد الفئران حوالى 20 من الذكور والإناث.
ثم أعيدت التجربة مرة أخرى ولكن في هذه المرة قام باستخدام زجاجة واحدة من الماء النقي، وواحدة تحتوى على ماء مضاف إليه هيروين هنا كانت النتيجة غير متوقعة وهى أن الفئران تجاهلت تماما زجاجة الماء التي تحتوى على هيروين حيث اتجهت إلى الطعام والتزاوج والحياة المعتادة لها.

 

هل العزلة يمكن أن تؤدي إلى الإدمان؟

بتطبيق نتائج تلك التجربة على الإنسان، حيث من المعروف أن الفئران تعتبر الأقرب إلي الإنسان من الناحية السلوكية والفسيولوجية.
سوف نجد أن إتاحة الفرصة للأفراد العاديين للتواصل مع من حولهم واتصالهم اجتماعيا، سوف يكون دافع وتحيز الابتعاد عن الإدمان التواصل مع الآخرين ينتج عنه مجموعة من المشاعر الإيجابية التي تساعد على عيش حياة ناضجة وسليمة فحتى اللحظات التي نقضيها مع الغرباء تساعد على جعل الحب قويا، وتشتت التركيز عن الأمور السيئة التي تدفعنا أن نتجه إلي العزلة ومن ثم الإدمان.

 

تجارب سابقة لمدمنين ومدى ارتباطهم بالعزلة:

العديد من المدمنين أوضحوا أنهم اتجهوا إلي الإدمان نتيجة شعورهم بالعزلة، كما تبادر إليهم شعور أنهم غير قادرين على التوافق والانسجام مع أقرانهم والمجتمع المحيط بهم لذا فكان الإدمان هو المخرج أو الوسيلة التي تبعدهم عن ذلك الشعور الغريب.
على النقيض الآخر فإن الإدمان مع أشخاص أخرين، فإنه يؤدي بشكل مأساوي إلي توطيد العلاقات مع هؤلاء المدمنين هذه الصداقات والعلاقات في الغالب تكون كارثية، ويمتد تأثيرها إلي الأطفال الذين يجدون داخل تلك الأسر كما أن هناك العديد من العقاقير والأدوية التي تكون أثارها الجانبية هي رغبة المتعاطي في العزلة والانطواء.

 

الاستفادة من التواصل في مراحل العلاج:

أوضحت الأبحاث المرتبطة بعلم النفس أن تكرار التجربة بصفة مستمرة ولمدة تصل إلي 40 يوم، من شأنه أن يغير من التصرفات الاجتماعية لذا تم الاستفادة من تلك الدراسات والنتائج المعدة مسبقا في عمليات التواصل وتأثيرها في التخفيف من وطأة الإدمان.


فلا تتعجب عندما تعرف أن البرامج العلاجية التي يتم استخدامها في البرامج العلاجية مثل: العلاج الجماعي المشترك، أو برنامج 12 خطوة تم اقتباسها من فكرة التواصل والاندماج بين فئات المجتمع المختلفة.
عند حضور تلك الاجتماعات فإن الشخص يمارس التفاعل وخروج المشاعر، وينشئ مجموعة من العلاقات الصحية المتبادلة حينها يصبح أكثر قدرة على تلبية احتياجات الاتصال وتولد الخبرات الإيجابية التي تزيد من قدرته على بناء القدرات الشخصية الحياتية المتزنة والسليمة كل هذه الأمور من شأنها أن تحسن من السلوكيات والأفعال على المدى البعيد، مما يجعل فكرة الإقبال على المخدرات صعبة المنال.

فى النهاية فإننا نود أن نشير إلى أن الروابط الاجتماعية تعطي مزيدا من الهدف والإحساس بالمسئولية تجاه الفرد وأسرته لذا فإن أكثر ما يحتاج إليه المدمن نتيجة لتعاطيه لتلك المواد المخدرة هو مزيدا من الأمان والتواصل، وليست العقاب نتيجة لتناوله تلك المواد دائما التواصل الدائم  وتكوين علاقات اجتماعية سليمة من شأنها أن تساعد على الوقاية من الإدمان في المراحل العمرية المختلفة.

اترك رد