علاج القلق الناتج عن ادمان المخدرات

علاج القلق الناتج عن ادمان المخدرات

يقول أحد المدمنين المتعافين "بعد حوالي أربعة أشهر من التعافي، أدركت اني لم أعالج مشكلة قلقي، لذلك سأعود إلى الشرب أو التعاطي مرة اخرى "...

ومن هنا اصبحت مشكلة القلق مشكلة مزمنة وتحتاج الى علاج نهائي كي يتم شفاء المدمن بشكل سليم، ويحتاج ذلك الى المزيد من التفكير لإيجاد حلول وعلاجات مناسبة، حيث ان الامر وصل الى حد الخطر، فقد وجد أنه يعاني حوالي 40 مليون شخص في الولايات المتحدة من القلق.

من ناحية اخرى، وجد ان الذين يعانون من القلق هم أكثر عرضة مرتين أو ثلاث مرات لتعاطي المخدرات أو الكحول من الأشخاص الذين لا يعانون من القلق، حيث يلجأ بعض الذين يعانون من القلق إلى استخدام الكحول أو العقاقيرالمسكنة للتخفيف من أعراض القلق بشكل مؤقت، لكن ما يحدث هو العكس، حيث انه غالباً ما يخلق الكحول والمخدرات المزيد من القلق والتوتر.

 

أسباب القلق:

يعدّ شعور القلق من أكثر المشاعر انتشارا بين البشر، والتي من الممكن أن تؤثر بشكل كبير على عقل وجسد الإنسان، ويمكن أن يؤدي استمرار هذا الشعور الى هلاك الفرد نفسيا وعقليا، وهناك أشياء كثيرة تستدعي شعور القلق في الحياة اليومية للفرد، ومنها القلق من المستقبل والقدر، وقد يكون هذا الشعور عائقاً في حال كان الشعور مزمنا، وبالطبع تختلف اسباب واعراض هذا الشعور من شخص لآخر.

في حين ان هناك اسباب متعددة للشعور بالقلق، ولكن السبب الدقيق للقلق لا يزال مجهول، وتشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دوراً في إحداث هذا المرض العقلي، ويمكن أن يحدث القلق في مرحلة مبكرة من العمر بسبب مشاكل عائلية أو ما شابه ذلك، وهناك أبحاث تظهر أن مجرد مشاهدة الأحداث المؤلمة قد يكون له عواقب نفسية طويلة الأمد.


وتتضمن أسباب القلق كمرض نفسي ما يلي:

  • الظروف الاجتماعية القاسية او المُهيئة لهذا الشعور القاسي، ومن هذه الظروف الوحدة والعُزلة عن المجتمع والاحباب والابتعاد عن البيئة الإجتماعيّة الصحيحة التي تهدف الى البناء لا الهدم.
  • صحبة السوء، حيث ان وجود الانسان وسط أصدقاء غير أسوياء يفتح أمامه باب الخيال المُقلق والأفكار السوداء عن الحياة بوجه عام، وهذه الافكار تملأ النفس بالسلبية والمشاعر الغير سوية. 
  • الفراغ ، وعدم إشغال الوقت بشيءٍ مهم او هادف، وهذا يجعل الانسان بعيدا عن هدفه في الحياة مما يجعله يعاني من القلق الدائم والمزمن.
  • ولعل البُعد عن الله تعالى، من أسباب القلق المزمن، لأن الإيمان بما كتبه الله والتسليم بمقتضيات القضاء والقدر يجعل الإنسان مطمئناً، ويهون عليه القلق من مصيره ومستقبله.

 

المخدرات والكحول وعلاج القلق:

قد يستخدم بعض الأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن المخدرات والكحول وبعض العقاقير مثل البنزوديازيبينات والماريجوانا للتخفيف من أعراض القلق القاسية، وبالفعل يمكن أن يكون لهذه المواد آثار مهدئة ومسكنة لأعراض القلق، وفي الوقت ذاته، يؤكد خبراء علم النفس انه يعتبر استخدام الكحول والمخدرات كآليات للتعامل مع أعراض القلق بمثابة حل مؤقت لمشكلة طويلة الأمد، وهو حل يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث نتائج عكسية. 

بالإضافة إلى ذلك، يعد القلق أحد أعراض الانسحاب الشائع من تعاطي الكحول والمخدرات، ومما يزيد القلق أيضاً المخاوف التي يمكن أن تصاحب إساءة استخدام المواد المخدرة مثل الخوف من الفضيحة، والخوف من الاعتقال، والخوف من عدم القدرة على الحصول على المزيد من المخدرات ...الخ.

 

علاج القلق:

تؤكد الدراسات أن اضطرابات القلق قابلة للعلاج، ولكن المشكلة تكمن في ان معظم الاشخاص الذين يعانون من القلق لا يتوجهون لطلب العلاج، حيث أن حوالي ثلث المصابين بالقلق فقط يتلقون العلاج المناسب، وهذا وفقا لجمعية علاج القلق والاكتئاب في أمريكا.

من وسائل علاج القلق التي يستخدمها الأطباء النفسيون، مساعدة المصاب على مواجهة مخاوفه الخاصّة، وعدم تجنّبها فأحياناً لا تكون المواقف التي يتجنّبها الشخص بالسوء الذي يتوقعه، ويمكن لذلك أن يساهم في معرفة الشخص لخبايا ذاته، واكتشاف نفسه، يمكن أن يحدث ذلك عن طريق الكتابة لمعرفة ما حصل وتوقيت تسلل مشاعر القلق لنفس الشخص، ويمكن أن يقوم الفرد بتحديد بعض الأهداف التي يمكنه أن يفعلها لمواجهة هذه المشاعر السلبية.

تعد ممارسة الرياضة من الوسائل الفعالة لعلاج القلق، لأن الرياضة تحتاج إلى بعض التركيز الأمر الذي قد يبعد أفكار القلق عن ذهن الفرد،ويوصي الخبراء بممارسة الرياضة لمدة 30 - 40 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع، وتصاحب ممارسة الرياضة تناول الطعام الصحي السليم، الذي يبني الجسم بشكل سليم ويحد من مشاعر الخوف والقلق التي تراودنا، ويعنى تناول الطعام الصحي الحرص على تناول كميات كافية من الفواكه والخضراوات وتجنّب تناول السكريات بكثرة.

 

كيف يمكن أن يعوق القلق علاج الإدمان؟

قد تكون هذه المشاعر السلبية هي العائق أمام العلاج من الإدمان على المخدرات او الكحوليات، حيث أكد الخبراء أن علاج الإدمان يتطلب في بداية الأمر التخلص من مشاعر الخوف والقلق لدى المدمن، حتى يستطيع مواصلة رحلة العلاج بسلام وحتى لا يتراجع قبل الآوان..

ومن ناحية أخرى، يعد القلق من الأعراض الانسحابية الحتمية التي تصاحب انسحاب المخدرات أو الكحول، ويبذل الاطباء النفسيون الجهد والوقت لمساعدة المريض على التخلص من هذه المشاعر حتى لا يعود الى المخدرات من جديد.

 

اهمية الرعاية اللاحقة في اتمام علاج الادمان:

ومن هنا جاءت اهمية الرعاية اللاحقة للمدمن المتعافي لاتمام شفائه من الادمان بشكل صحيح، حيث تقوم هذه الالية بمد المدمن المتعافي بالرعاية اللازمة له لحمايته من القلق الذي يواجهه في الحياة اليومية عقب خروجه من مصحة العلاج من الادمان، تقوم مستشفى الامل لعلاج الادمان بتقديم المساعدة المعنوية والمادية للمتعافي حتى يعود الى المجتمع من جديد.

اترك رد