إدمان الجنس: كفاح من أجل الحصول على الألفة

إدمان الجنس: كفاح من أجل الحصول على الألفة

لا يزال الإدمان الجنسي يشكل مفهومًا يصعب إدراكه بالنسبة للكثير من الناس، وقد عرف الخبراء إدمان الجنس على انه اضطراب الحميمية، الذي يمثل الحاجة الملحة او المزمنة الى ممارسة العلاقة الحميمية، وذلك في سبيل الوصول الى السعادة والنشوة المؤقته، ويعد هذا في علم النفس، مرض نفسي خطير يدمر الفرد والمجتمع، لما له من آثار سلبية مدمرة لقواعد المجتمع وأسلوب الحياة بوجه عام، ولعل فهم الإدمان الجنسي لا يدور حول معرفة كيف يتصرف الناس تحت تاثير هذا الاضطراب، بل لماذا يتصرفون بهذه الطريقة، ولماذا يقومون بهذا السلوك المخالف للقواعد والأعراف والأديان، وما هو حقا الإدمان الجنسي، وهل هو صراع للحصول على الألفة، نناقش ذلك من خلال السطور القليلة القادمة فتابعونا.

 

اولاً: تعرف على أسباب إدمان الجنس:

الفشل في تكوين علاقات طيبة:

قد يكون السلوك الجنسي القهري الذي ينخرط فيه الأشخاص المدمنون جنسياً هو وسيلة للتعويض عن الفشل في تكوين روابط اجتماعية واسرية سويه في مرحلة الطفولة، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن نسبة المصابين بالإدمان الجنسي الذين تعرضوا للإيذاء أو عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة في أثناء فترة الطفولة قد تصل إلى 80٪ أو 90٪.

 

البحث عن الحميمية عبر الجنس:

يسعى الأشخاص الذين يعانون من إدمان الجنس إلى البحث عن الحميمية من خلال الجنس، ولكن في حين أن الجنس يمكن أن يكون جزءًا مهمًا من العلاقة الحميمة الرومانسية، ولكنه ليس هو الأساس الذي يمكن أن يعتمد عليه لبناء علاقات حميمية قوية بين الأفراد، فقد يستمتع مدمني الجنس والعلاقات الحميمية التي يقومون بها، ولكن في النهاية يجدون أنهم يفتقدون للألفة التي يبحثون عنها ويسعون لفعل أي شيء من أجل تحقيقها.

 

عوامل اجتماعية قاسية:

حيث يعد التعرض للفرض المتكرر في العلاقات العاطفية يجعل بعض الناس يبحثون عن بدائل أخرى ويبذلون فيها طاقتهم، ويستعيدون بها مشاعر الثقة بالنفس والاستقرار والأمان، وتعد أيضا العزلة عن المجتمع من أهم الدوافع التي قد تقوم الفرد إلى إدمان الجنس وبعض السلوكيات المريضة الاخرى.

 

ثانيا: تعرف على أعراض إدمان الجنس:

  • الهوس بممارسة العلاقة الحميمة، والشعور المتكرر والمزمن بالحاجة إليها.
  • الكذب المتكرر والشعور بالخزي والعار .
  • مواصلة البقاء في هذه الحالة رغم المخاطر النفسية والجسدية والاجتماعية التي تحيط بالمريض.
  • الشعور المزمن بالخوف والقلق والشعور بالذنب في بعض الحالات عقب ممارسة الجنس.
  • التدهور الاجتماعي والأسري.
  • التدهور العاطفي مع تدمير العلاقات العاطفية للمريض بسبب هذا السلوك المشين الذي ينكره المجتمع بأكمله.
  • فقدان مشاعر الاستقرار والالفه المجتمعية والعاطفية.
  • الاصابة ببعض الامراض التناسلية الناتجة عن الجنس المتكرر او العلاقات الحميمية غير المشروعة.
  • لا تزال قضية إدمان الجنس مبهمة من بعض الجوانب، ولا يزال البحث قائم لعلاج هذه المشكلة والكشف عن شتى جوانبها.

ملحوظة هامة:
لا يشير الاستمتاع بالعلاقة الحميمة الى إدمان الجنس، لأن هذا أمر طبيعي وفطري، فقد خلق الله الإنسان ورزقه مشاعر الشهوة والمتعة في ممارسة الجنس، ويمكن التمييز بين المدمن والشخص الطبيعي، حيث ان المدمن لا يستطيع التحكم في مشاعره وتجده يمارس الجنس بشكل قهري لا يمكنه التحكم به، تماماً من السلوك الإدماني لتعاطى المخدرات أو شرب الكحوليات.

 

ثالثاً: تعرف على العلاجات المتاحة لإدمان الجنس

لحسن الحظ، يمكن أن يعالج مريض الإدمان الجنسي في مراكز العلاج من الإدمان، مما سيسمح له في نهاية المطاف بتكوين روابط صلبة وصحية والانخراط في النشاط الجنسي الصحي السليم.

يجدر بنا هنا ان ننوه الى ان علاج الإدمان على الجنس ليس تماماً مثل علاج باقي أنواع الإدمان على المخدرات، ويرجع ذلك إلى أن علاج المدمن على الجنس لا يهدف الى منعه بشكل نهائي من ممارسة الجنس، كما يهدف علاج مدمن المخدرات الى منعه من تعاطي المخدرات بشكل نهائي، ولكن علاج إدمان الجنس يهدف الى التفريق ووضع حدود بين السلوك الجنسي الصحي السليم والسلوك الجنسي غير الصحي وغير السليم، ولذلك تحتاج عملية علاج مدمن الجنس الى وقت طويل وقد تمتد الى شهور عديدة.

 

ومن وسائل علاج إدمان الجنس ما يلي:

  • إبعاد المريض عن حياته العادية اليومية وبيئته التي كان يمارس فيها إدمان الجنس، وذلك ببقائه داخل مراكز العلاج وإعادة التأهيل لفترة من الزمن يحددها الطبيب المعالج لكل حالة على حده.
  • ينصح أن يحضر المريض مجموعات الدعم للتعرف على تجارب المرضى المشابهين له، حتى تزيد خبرته ويستطيع إدراك مخاطر إدمان الجنس.
  • وهناك أيضا العلاج النفسي، الذي يكمن في العلاج السلوكي والمعرفي لمريض الإدمان على الجنس، ويتضمن ذلك الرعاية الطبية المكثفة من قبل الأطباء النفسيين المتخصصين، وتكمن أهمية العلاج السلوكي في قدرته على ضبط السلوكيات غير الطبيعية والمشينة لدى المريض المدمن على الجنس، ومحاولة تبديل هذه السلوكيات بسلوكيات بديلة صحيحة.
  • وهناك ايضا العلاج باستخدام الادوية، للحد من الاعراض الجانبية المصاحبة لعلاج الإدمان على الجنس التي تشمل القلق والحزن والاكتئاب في بعض الأحيان.

اترك رد