تجربتي مع ابني المدمن وأصعب مرحلة مررت بها .. هل كنت أنا السبب؟

تجربتي مع ابني المدمن وأصعب مرحلة مررت بها .. هل كنت أنا السبب؟

تجربتي مع ابني المدمن، المشقة والتعب والسهر والبكاء كثيرا حول الحالة النفسية التي توصل إليها أبني ولا استطيع مساعدته، بعد ما اكتشفت خبر إدمانه الذي تسبب في حدوث صدمة كبيرة، ربما كنت أعتقد أن ناقوس خطر الادمان لا يدق منزلنا، ولكنه أصبح يقترب من جميع المراهقين والمراهقات، خاصة بعد ارتفاع نسبة الإدمان بين الشباب بنسبة 50%، لذلك يمكن أن أروي لكم تجربتي مع ابني المدمن وكيف اكتشفت إدمانه، وما هي العوامل التي ساعدتني في علاجه.

تجربتي مع ابني المدمن وكيف اكتشفت إدمانه

تجربتي مع ابني المدمن كانت شاقة ومليئة بالمتاعب، ربما لم أجد كلمات أصف بها، تلك التجربة، كنت أشاهد أبني يفتعل بعض السلوكيات السيئة التي ظهرت عليه في مرحلة المراهقة، والتي كان أولها هي العزلة وعدم المشاركة معنا في المنزل، بالإضافة إلى العصبية الزائدة والالتفاظ بعبارات سيئة، حتى وأن طريقة الطعام ونمط الأكل اختلف بشكل كبير.

لم أدرى يوما أن ابني يقع في إدمان المخدرات، وذات ليلة تاخر ابني في عودته إلى المنزل بعد منتصف الليل، وعندما تسألت عن سبب تأخيره أخبرني إنه كان يجلس عند صديقه المريض.

وعندما اقتربت إلى ملامح وجهه، وجدت أحمرار شديد في عينه، مع رائحة النفس التي يلمؤها النيكوتين، كانت هنا الصدمة، ولكنني لم أخبره بأنني بدأت الشكوك تكبر داخل مخي.

ويوم يلو الآخر وأنا أبحث عن دليل قوي، حتى أصارح أبني بإدمانه، حتى وجدت آثار المخدر بداخل الملابس، و هرولت إليه مسرعة، وأنا أبكي وتساءلت هل أنت مدمن مخدرات، توقعت إنه لا يقول الحقيقة، و يراوغني، وبالفعل حدث ذلك، ولم يصارحني بإدمانه، وكان الهجوم هو أقرب وسيلة للدفاع، واتهمني بأنني أتحدث عن أوهام وأوجه له الاتهامات، وهو يتبرأ من كل ذلك، على الرغم من أن الكثير من علامات إدمان المخدرات التي كانت تظهر على شكله الخارجي وحالته النفسية، إلا إنه كان يخشى الاعتراف.

تجربتي مع ابني المدمن والأسباب التي جعلته يتجه للإدمان .. هل كنت انا السبب؟

ومرت الأيام وأنا أفكر في السبب الذي دفع ابني للإدمان، وما هي الأشياء التي دفعته للإدمان، وهل معاملتي معه في الصغر كانت السبب؟ خاصة إنني كنت أبالغ في تربيته، حتى وكنت أقوم بضربه ومعاقبته بشكل سئ إذا فعل شئ خاطئ، وعندما بحثت عن أسباب الإدمان على المخدرات، وجدت الاتي:-

الاضطرابات النفسية

إذا كان الشخص يعاني من الاكتئاب أو القلق أو اي اضطراب نفسي، هو أكثر عرضة للإصابة بـ اضطراب تعاطي المخدرات، وذلك للهروب من حالة الحزن والاكتئاب التي يعيش فيها.

أصدقاء السوء

الأصدقاء عامل كبير في دفع ابنك المراهق للإدمان، خاصة أن دائرة ومحيط الأصدقاء الذين يتعاطون المخدرات، يؤدي إلى تعاطيه أيضا، وذلك للاندماج معهم.

العوامل البيئة

التعرض لأي صدمة أو وفاة أحد المقربين، أو التعرض للحوادث تسبب الاكتئاب والحالة النفسية السيئة، مما يدفع المراهق إلى تعاطي المخدرات.

التجربة

هو الرغبة في الفضول وتجربة شيء جديد، والذي يعد دافع أساسي للإدمان، وذلك لرغبة المراهق، في تجربة مخدر جديد، بدافع الفضول في البداية، بعد ذلك يقع في الإدمان.

المشاكل العائلية

الأسرة تلعب دورا كبيرا في تنشئة الأبن المراهق بشكل سوى أو شخص منحرف أخلاقيًا، خاصة أن استخدام العنف والضرب للطفل، واستخدام وسائل العنف في تربيته، تؤدي إلى الهروب من الواقع المشحون الذي يعيش فيه.

التعرض للتنمر

الابن الذي يتعرض للتنمر يفتقد إلى الثقة بالنفس، وتصيبه العزلة الاجتماعية والوحدة، ويفتقد إلى المحيط الجيد الذي يشعر معه بالراحة والألفة.

ابني مدمن يرفض العلاج .. الأخطاء التي وقعت بها خلال التعامل مع ابني المدمن

خلال تنشئة أبني وقعت في العديد من الأخطاء الأبوية التي جعلتني أفتقد إلى التواصل الجيد، ولم استطيع السيطرة على سلوكياته التي يفعلها ألان، ربما كنت أعتقد إنني على صواب في تنشئته وتقوميه بشكل سلبي، حتى وإنني كنت أستخدام العديد من وسائل العنف اعتقادا إنها تجعل تربيته جيدة.

ومن أكثر الأخطاء التي وقعت بها خلال التعامل مع ابني المدمن:-

  • التدخل في كافة التفاصيل الشخصية.
  • عدم منحه من الوقت الجيد، وانشغالي في العمل والوظيفة.
  • توجيه الاتهامات المتكررة، بإنه يكذب ولا يتحدث بالحقيقة.
  • التقليل من المشاكل التي يتعرض إليها.

الأخطاء التي وقعت بها خلال التعامل مع ابني المدمن

ومن ابرز الاخطاء التي قمت بها كانت علاج المدمن بالقوة، وكيف كان يغذي الإدمان العناد لدي ابني؟!

لذلك اليك ما قمت بفعله عند اكتشاف ان ابني مدمن واقناعه بالعلاج

خلال تجربتي مع ابني المدمن، كنت أحاول إقناعه بالعلاج بشكل كبير، وكل فترة أتحدث معه أن يتوقف عن تعاطي المخدرات، وكان دائم الوعود إنه لا يتناوله مرة أخرى، ولكنه لم يتخلص منه، فقرأت عن بعض طرق إقناع المدمن بالعلاج، واتبعت الآتي..

التثقيف والقراءة

حاولت قراءة الكثير من المقالات حول الإدمان، وما هي أسبابه، وكيفية تأثيره على الشخص سلوكيا ونفسيا، ولماذا تلقي العلاج ضروري، خاصة بعد معرفة العواقب المحتملة إذا لم يتلقى العلاج.

وضع خطة للتدخل

وضعت خطة للتدخل مع باقي الأسرة، وتحدثنا معه حول مستقبله، ومقارنته سابقا بالوضع الحالي، وأخبرنا إننا بجانبه لا يمكن أن نتركه على أي حال، وأن الإدمان أثر على حياته بشكل سلبي.

تجنب المشاعر السلبية

خلال تجربتي مع ابني المدمن، واقناعه بالعلاج، كان التدخل والتعامل معه بهدوء ورحمة، وابتعدت عن أسلوب الامر والعصبية والصوت العالي، خاصة إنه في مرحلة لا يتفهم كل هذه المشاعر، بل يمكن أن يأتي بنتيجة عكسية ويرفض تلقي العلاج.

إظهار الحب والتعاطف

هي أهم مراحل إقناع المدمن العنيد، هو إظهار الحب والتعاطف، أي من خلال جعله يثق بك، و إخباره بإنك تريدين رؤيته بصحة جيدة وسعيد، مع التعرف على مدى حبك له، استخدام عبارات " أريد مساعدتك" " اخشى عليك من الإدمان"، وذلك كنت أتخذ تلك الطرق مع أبني المدمن.

تأكد من الاستماع

لم أقوم بفعل أي طريقة من الطرق السابقة، إلا بعد ان تأكدت من تجاوب أبني معي، وكانت المحادثات مثمرة، وشعرت إن حديثي معه ياتي بنتائج ايجابية.

طلب المساعدة

اذا وجدتي ابنك المراهق عنيد، ولا يستمع إلى حديثك في طلب العلاج، يمكنك التواصل مع الأخصائي النفسي، ومعرفة طرق التعامل الجيد مع الابن المراهق حتى تستطيع علاجه بشكل جيد، والتخلص من الإدمان.

أبرز سؤال كنت اردده .. كيف أعالج ابني من الإدمان في المنزل؟ اليك مخاطره

فكرت مرارا وتكرارا حول علاج ايني في المنزل، خاصة بعد رفضه الدائم للعلاج داخل مصحة علاج ادمان، وقرأت عن أدوية علاج ادمان الحشيش، وقمت بالحصول على بروتوكول الدواء الذي يجب تناوله، ولكن عانى أبني من الأعراض الانسحابية، وكانت تجربة خاطئة للغاية، تضمنت:-

  • معاناة ابني من الأعراض الانسحابية الشديدة.
  • سوء حالته الصحية بشكل كبير، ولا اعرف ماذا يعاني.
  • كانت تنتابه الكوابيس والتعرق الشديد وارتفاع درجة جرارة الجسم.
  • كان يعاني من الأرق الشديد، وعدم الانتظام في تناول الطعام.

لذلك كانت تجربتي مع علاج الادمان في المنزل دون المتابعة مع الطبيب سيئة للغاية، ولم تجدي أي منفعة، خاصة أن ابني عاد إلى تناول المخدرات مرة أخرى.

الأعراض الانسحابية التي تعرض لها ابني

كانت أيام قليلة، ولكن ألم الأعراض الانسحابية يلازمه طوال اليوم، على الرغم من المسكنات التي كان يتعاطاها، حيث تضمنت الكثير من العلامات النفسية والجسدية والسلوكية، التي وصلت إلى الانتحار، ومن أبرز أعراض الانسحاب التي واجهها:-

  • القيء والغثيان الشديد.
  • التعرق بكثرة.
  • الهلاوس والضلالات.
  • الرغبة في تعاطي المخدر.
  • التعرض للكوابيس.
  • أعراض الانفلونزا.
  • الألم الشديد في الجسم.
  • فقدان الشهية.
  • الحزن والكآبة.
  • التفكير في الانتحار.

الأعراض الانسحابية التي تعرض لها ابني

وبعد محاولاتي في علاج ابني المدمن في المنزل توصلت لمقارنة بين افضل 10 مراكز علاج الإدمان فى مصر، وقمت باختيار الأمل

اليك تجربتي مع علاج ابني المدمن داخل مستشفي الأمل

تجربتي مع علاج ابني المدمن في مستشفى الامل للطب النفسي وعلاج الإدمان، كانت جيدة للغاية، خاصة أنها من أكبر مستشفيات علاج الادمان في مصر وبها الكثير من الأطباء المتخصصين، الذين استطاعوا التعامل الجيد مع أبني بداية من دخوله مرحلة الديتوكس حتى تماثل الشفاء ..وكانت الخطة العلاجية كالآتي:-

العلاج والتشخيص الصحيح، ومعرفة طول فترة الإدمان، وما هي نسبة المخدر داخل الجسم، وتحديد برنامج العلاج المناسب للطلبة.

ثم بعد ذلك خضع إلى مرحلة الديتوكس، وهي سحب السموم من الجسم، هذه المرحلة يتخللها الأعراض الانسحابية للمخدرات، والرغبة في التعاطي، ولكن طبيب علاج الإدمان، وصف له خطة علاجية ودوائية جيدة، تخلص فيها من ألالام الشديدة التي كانت تنتاب جسده، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب والذهان، والعقاقير الطبية التي تحسن المزاج.

العلاج النفسي والسلوكي، وهي كانت أهم مراحل علاج الادمان، التي عالج فيها الطبيب الاكتئاب الذي كان يعاني منه أبني، كما اخبرني إنه السبب الرئيسي في اتجاهه إلى إدمان المخدرات.

كما تم تعديل العديد من السلوكيات السلبية والخاطئة التي كان يفعلها أبني، والابتعاد عن أصدقاء السوء.

وقام الطبيب بخضوع إلى جلسة العلاج الجماعي مع الأسرة، وتعلمت كيفية التواصل الجيد مع ابني، وما هي أكثر الأشياء التي كانت تسبب عصبيته، وتعرفت على أخطاء الماضي في التنشئة السليمة.

بعد ما تخلص ابني من الإدمان وانتهت رحلة العلاج، كان دائم المتابعة من الحين للآخر، من خلال الاجتماعات مع المشرفين والمتابعين، لمعرفة آخر أخباره واصدقائه، حيث تمثل مجتمع شامل وأسرة كبيرة، أي ليست مجرد مستشفى.

في النهاية .. تجربتي مع علاج ابني داخل مستشفى الامل للطب النفسي وعلاج الإدمان، جيدة وأنصح باتخاذ قرار العلاج بها، لأنه من خلالها استعدت روح أبني وعودته إلى حياته مرة أخرى، بعد ما فقدت كل سٌبل الأمل في أن يتوقف عن الإدمان.


مقالات قد تهمك

حقائق هامة حول مدة علاج الادمان واهم العوامل المؤثرة على فترة العلاج

كم تستغرق مدة أعراض الانسحاب لكل مخدر وكيف تؤثر على الجسم؟

متى يعود الجسم لطبيعتة بعد ترك المخدرات؟ مرحلة التعافى والانتعاش البدنى

6 مخاطر تحدث داخل مستشفيات علاج الادمان وحقيقه العلاج بالكهرباء

كل ما يدور فى ذهنك حول تجربتى مع مستشفى الامل لعلاج الادمان

أينما تجد الأمل ... تجد الحياة

شاركنا رأيك: نسعد بالرد على إستفساراتكم فى أى وقت

اترك رد